342

فيصير فى حكم المانع ، ولذلك نرى المستمر على المعاصى المجترئ على الله فى ارتكابها يصعب عليه العدول عن هذه الطريقة ، بخلاف صعوبته على المقدم عليها خائفا وجلا ، ولو أضيف إليهم طبع قلوبهم على هذا الحد لصلح ، وبطل تعلقهم به لو (1) كان الطبع منعا فى الحقيقة ، فكيف وقد بينا الحال فيه؟

** 300 وقوله تعالى بعد ذلك بآيات

** :

فإن قال : لا يصح ذلك ؛ لأنه تعالى قال : ( فهم لا يعلمون ) « فبين أن الذى أزال علمهم أنه طبع على قلوبهم.

قيل له : إن أكثر ما يجب فى ذلك أن يكون لقوله : ( فهم لا يعلمون ) (4) تعلق بالطبع ، « وأولى التعلق به أن يحمل على أنهم لا يعلمون (5) هذا الطبع المذكور ؛ لأنه لم يجر لما عداه ذكر ، وهذا مما لا نأباه. أو يحمل على كلام (6) كالمبتدإ ، فكأنه تعالى أعظم فعلهم ووكد توبيخهم ؛ من حيث بين أنهم (7) لا يعلمون ما لهم وعليهم ، لإعراضهم وسوء اختيارهم ، وإن كان قد فعل بهم من الطبع وسائر الألطاف ما يوجب الردع والإقلاع.

Страница 343