328

والمراد بذلك : أن الكفار المضلين لهم ، أو الشياطين ، زينوا لهم سوء أعمالهم.

فإن قال : إن فى الكلام ما يدل على أنه إنما صار كفرا ، من حيث أحلوا به ما حرم الله وحرموا ما أحل الله.

قيل له : إنه تعالى حكى أن ذلك صنيعهم ، ولم يذكر أن النسيء إنما صار كفرا لأجله ، فلا يجب من ذلك أن كل من حرم ما أحله الله أو أحل ما حرمه الله فهو كفر.

** 288 وقوله تعالى فى آخر الآية :

والله لا يهدي القوم الظالمين ) (1) ( والله لا يهدي القوم الفاسقين ) (2) بعدها أيضا فى السورة (3) « لأنه تعالى كرر (4) فى مواضع لا يمكن أن يتعلق به المخالف ، لأن المراد بذلك : « أنه لا يهديهم (5) طريق الجنة ولا يثيبهم ، ولذلك ذكره فى [ غير ] موضع فى هذه السورة عقيب كفرهم وظلمهم ، مبينا بذلك أن الفوز والظفر والثواب لا يناله إلا المؤمن فقط.

وقد بينا أنه لا يجوز أن يريد به الدلالة والبيان وسائر ما يجب أن يعم به المكلف ، فلا وجه لإعادته.

وبعد ، فإنه ذكر (6) تعالى ذلك فى هذه الآيات عقيب وصف كفرهم

Страница 329