قيل له : إنما صار ظالما من حيث أدخل عليه الآلام على وجه الظلم ، فلا فرق بين أن يصادف أجله « أم لا (1)، فى أنه ظالم فى الحالين ، ولو آلمه فى غير الأجل لمنفعة لم يكن ظالما له ، فليس المعتبر فى ذلك مصادفة الأجل ، والمعتبر بصفة الألم الذى فعله.
وإنما أراد تعالى الترغيب فى الثبات على قتال الكفار ، بأن بين أن الموت يحصل لا محالة فى الوقت الذى علم نزوله بالعباد ، وأن امتناع من امتنع من المقاتلة من المنافقين أو من ثبطهم المنافقون لا يؤخر عنهم الأجل ، وهذا ظاهر بحمد الله.
ولذلك قال تعالى من بعد : ( ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ) يعنى رغبة بعضهم فى الغنائم يوم أحد : ( ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها ) يعنى من شدد فى المقاتلة لما أعد له (2) فى الآخرة.
وبين من بعد أن من أراد الآخرة جمع الله له ما أراده ، فقال : ( فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة ) [148] مبينا بذلك أن فضل النعمة فى جنته للمخلصين العاملين بطاعة الله تعالى ، على كل حال.
** 133 مسألة :
انصرافهم عن الكفار ، من قبله تعالى ، فقال : ( ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ) (3).
Страница 166