وقد قلنا إن المتسمين بأهل السنة يتأولون الآيات ويقولون بالتأويل، وأن دعواهم أنهم يبقون الآيات على ظاهرها دون تأويل دعوى غير صحيحة.
بل إنهم عندما يريدون تثبيت مذهبهم والاستدلال عليه، يتأولون الآيات التي تنقض مذهبهم، وعندما يصلون إلى آية متشابهة قد جعلوا من ظاهرها مذهبا لهم يقولون لا نتأول ونبقي الآية على ظاهرها.
فهم يتأولون قول الله تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} [الأنعام:3]، ويقولون في معناها: أي علمه في السماوات والأرض.
وفي قول الله سبحانه: {ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون(85)} [الواقعة]، قالوا: يعني قدرة الله قريبة منا.
وفي قوله: {وهو معكم أين ما كنتم} [الحديد:4]، قالوا: يعني علمه.
أليس هذا عين التأويل؟
ولكنهم اضطروا إلى تأويل هذه الآيات لأن ظاهرها يناقض مذهبهم وهو أن الله فوق العرش.
فلماذا تأويلهم صلح وصح في هذه الآيات، وتفسيرنا وتأويلنا للعرش والاستواء لم يصلح؟!
أليس هذا عين التعصب للمذهب وترك الحق وجحوده؟.
Страница 73