وعبر الله عن استيلائه عليه بالاستواء عليه، وخصه بالذكر لأنه أعظم المخلوقات وأكبرها(1)،
وأما تسميته عرش الله فليس لحلوله فيه واستقراره عليه، وإنما مثل ذلك كمثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أسبغ وضوءه ثم مشى إلى بيت من بيوت الله... إلخ)). فسمى صلى الله عليه وآله وسلم المساجد بيوتا لله، والمسجد الحرام يسمى بيت الله؛ تمييزا لها وتشريفا على سائر البقاع؛ بأن نسبها الله وأضافها إليه؛ لأن الله جعلها محل عبادته وذكره، وليس على معنى أن الله حال فيها تعالى الله عن ذلك، كما نسب ناقة صالح إليه فقال:{ناقة الله وسقياها} [الشمس13] ولم يرد بذلك انه يركبها أو يستقر عليها، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
Страница 55