فإذا التزموا ذلك قلنا لهم: صحيح أن الله تعالى قال: {ثم استوى على العرش} [الأعراف:54]، وقال: {الرحمن على العرش استوى} [طه:5]، وغير ذلك من الآيات ولا يستطيع أن ينكر ذلك أحد.
ولكن ما دمتم تعملون بظواهر الآيات دون أي تأويل فسنورد لكم من آيات القرآن ما يعارض ظواهر هذه الآيات،فإما أن تعملوا بكل هذه الظواهر، فتقولوا بالأقوال المتناقضة، أو تتأولوا بعضها فتخرجوا عن قاعدتكم في عدم التأويل.
[الآيات التي يناقض ظاهرها ما استدلوا به]
فنقول: قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} [الأنعام:3]، وقال:{ ء أمنتم من في السماء }، وقال: { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله }، فأخبر الله عن نفسه بأنه في السموات وفي الأرض على ظاهر الآيات.
فهذا ينفي كونه على العرش؛ لأن العرش كما قالوا وزعموا أنه فوق الأوعال التي فوق الماء، والماء فوق السماء، وهم يعتقدون أن الله فوق العرش، وأنه ليس في السماء ولا في الأرض، فهذه مناقضة.
والآيات تثبت عكس عقيدتهم؛ فكيف سيخرجون من هذا التناقض الذي لا يجوز في كلام الله مع قولهم بالبقاء على الظاهر؟!!!.
Страница 43