فنحن لم نعرف الله سبحانه وتعالى إلا من خلال مخلوقاته؛ لما رأينا أن هذه الأشياء والمخلوقات الموجودة عاجزة عن أن توجد وتصور نفسها، وعرفنا أنه لا صورة إلا ولها مصور ولا تأليف إلا وله مؤلف ولا بناء إلا وله بان.
عرفنا أنه لا بد لها من مؤلف ومحدث وهو الله عز وجل؛ فاستدللنا بذلك على توحيد الله وتنزيهه، وأنه لا يمكن أن يكون مشابها لمخلوقاته؛ لأنه لو كان مشابها لها في شيء من صفاتها لكان محتاجا إلى ما احتاجت إليه من التركيب والتأليف، ولاحتاج إلى مؤلف ألفه وموجد أوجده، والله يتعالى عن ذلك.
ومذهب أهل البيت عليهم السلام أيضا أن الله تعالى لا تجوز رؤيته في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأنه لا يرى إلا ما كان له جرم وحجم ومكان يشغله وتخلو منه بقية الأمكنة، والله ليس بذي مكان،
فهذه عقيدة أهل البيت عليهم السلام في خالقهم عز وجل.
[عقيدة المتسمين بأهل السنة]
بينما المتسمون بأهل السنة يقولون: إن لله تعالى وجها ويدا وعينين وجنبا وساقا وقدما حقيقية، ويدعون أنهم يثبتون ذلك بالقرآن وأنها صفات لله تعالى.
وهناك اعضاء أخرى مثل: الصدر والفخذ والحقو والرأس يدعون أنهم يثبتونها بالسنة، وفي الحقيقة أنهم يثبتونها بأحاديث ضعيفة وبعضها موضوعة.
Страница 38