فأجابت وقد شرعت في البكاء: «لم تقل أي شيء.» «هل أنت متأكدة؟» «يا إلهي، باتريك! أنصت إلي أرجوك. لا يمكنني الزواج بك أرجوك. لا أعرف لماذا، لكنني لا أستطيع. أرجوك، أنا آسفة، صدقني لا يمكنني.» أخذت تهذر أمامه ، وتبكي. فطلب منها أن تهدأ: «ستوقظينهما!» ثم رفعها - أو جذبها - من على كرسي المطبخ، واصطحبها إلى غرفته حيث جلست على السرير، وأغلق الباب. وطوت ذراعيها على بطنها، وأخذت تتأرجح جيئة وذهابا. «ما الخطب يا روز؟ أأنت مريضة؟!» «يصعب علي إخبارك وحسب.» «إخباري بماذا؟» «ما أخبرتك به لتوي!» «أعني هل اكتشفت إصابتك بالسل أو شيء من هذا القبيل؟» «كلا!»
سألها مشجعا لها على الإجابة: «هل هناك شيء في عائلتك لم تخبريني به؟ جنون مثلا؟»
فأجابته: «كلا!» وأخذت تهتز وتبكي. «ما الأمر إذن؟»
ردت: «لا أحبك! لا أحبك! لا أحبك!» ثم سقطت على السرير وأخفت رأسها في الوسادة. «أنا آسفة، آسفة حقا. الأمر خارج عن إرادتي.»
وبعد لحظات، قال باتريك: «حسنا، إذا كنت لا تحبينني، فهذا أمر واقع. ولن أجبرك على أن تفعلي.» بدا صوته متأزما وناقما، الأمر الذي ناقض عقلانية حديثه. «إنني فقط أتساءل عما إذا كنت تعلمين ما ترغبين فيه حقا. لا أظن أنك تعلمين. لا أظن أن لديك أية فكرة عما ترغبين فيه. فأنت فقط تمرين بحالة نفسية سيئة.»
استدارت روز وقالت: «ليس لزاما علي أن أعرف ما أرغب فيه.» شعرت بالراحة عند قولها ذلك. استدارت واستطردت: «لم أحبك قط.» «اخفضي صوتك، سوف توقظينهما. يجب أن نتوقف عن ذلك.» «لم أحبك قط، لم أرغب في ذلك يوما. لقد كان خطأ.» «حسنا، حسنا. لقد أوضحت وجهة نظرك.» «لماذا ينبغي علي أن أحبك؟ لماذا تتصرف كما لو أنني من المفترض أن أعاني من مشكلة ما إذا لم أحبك؟ أنت تحتقرني. تحتقر عائلتي، والماضي الذي عشته، وتعتقد أنك تقدم لي معروفا عظيما ...»
قال باتريك: «لقد وقعت في غرامك، ولا أحتقرك يا روز. بل على العكس، أنا أعبدك.»
قالت روز: «بل أنت جبان، ومتفاخر.» نهضت عن السرير والسعادة تملؤها بعد أن قالت ذلك. شعرت بالحماس. ثمة أمور أخرى ستقولها، أمور رهيبة. «أنت لا تعلم حتى كيف تمارس الحب. لقد أردت دوما التخلص من هذه العلاقة منذ بدايتها، لكنني شعرت بالأسف عليك. لا تنتبه إلى طريقك، ودائما ما تسقط الأشياء من حولك، لمجرد أنك لا تكترث بملاحظة أي شيء. أنت دوما مشغول الذهن، ومتفاخر. هذا أمر سخيف للغاية، فأنت لا تعرف حتى كيف تتفاخر على نحو صحيح. وإذا أردت التأثير في الناس، ما كنت لتفعل ذلك أبدا. فما تفعله يجعلهم يسخرون منك!»
جلس باتريك على السرير ونظر إليها منصتا لكل ما تقوله. أرادت تسديد اللكمات له، وقول أشياء أكثر سوءا وقبحا وقسوة. التقطت نفسا، وأدخلت الهواء إلى رئتيها لتحول دون التعبير عما كان يعتريها بالداخل.
قالت بشراسة: «لا أرغب في رؤيتك ثانية أبدا!» لكنها استدارت عند وصولها للباب، وقالت بصوت طبيعي نادم: «وداعا.» •••
Неизвестная страница