64

كانت تقاوم رغبتها في الذهاب إلى دورة المياه؛ إذ بدا لها أنها إذا ذهبت، فسيضعف ذلك من قوة المسألة التي جاءت لمناقشتها، لكنها اضطرت لذلك، بعد أن قالت لباتريك: «انتظر دقيقة، سأذهب إلى دورة المياه.»

وعندما خرجت، وجدت باتريك وقد أعمل الغلاية الكهربائية، وصب القهوة الفورية. بدا رقيقا ومتحيرا.

قال لها: «لم أفق من نومي بعد. والآن، اجلسي. أولا، هل أنت في فترة ما قبل الحيض؟»

فأجابته بالنفي، لكنها أدركت مرتاعة أنها كذلك بالفعل، وأن بإمكانه تبين ذلك، لأنهما كانا قلقين الشهر الماضي. «حسنا، إذا لم تكوني كذلك، وما من شيء تسبب في إزعاجك، فما سبب كل ذلك؟»

فردت: «لا أرغب في الزواج.» متراجعة عن العبارة القاسية: «لا أرغب في الزواج منك.» «متى توصلت إلى هذا القرار؟» «منذ فترة طويلة. هذا الصباح.»

كانا يتحدثان همسا. نظرت روز في الساعة التي تخطت السابعة بدقائق قليلة. «متى سيستيقظ رفيقاك؟» «الساعة الثامنة تقريبا.»

توجهت روز إلى الثلاجة قائلة: «هل هناك من حليب للقهوة؟»

فقال باتريك: «افتحي الباب بهدوء.» لكن تحذيره جاء متأخرا.

فردت بنبرتها الساذجة الغريبة: «آسفة.» «لقد خرجنا للتمشية الليلة الماضية، وكان كل شيء على ما يرام. وهذا الصباح، تأتين لتخبريني بأنك لا ترغبين في الزواج. لماذا؟» «ليست لدي رغبة في ذلك. لا أريد أن أتزوج وحسب.» «فماذا إذن تريدين؟» «لا أعلم.»

ظل باتريك يحدق فيها متجهما وهو يشرب القهوة. وبالرغم من اعتياده التضرع لها قائلا: «هل تحبينني؟ هل تفعلين حقا؟» فلم يطرح هذا الموضوع الآن. «حسنا، أنا أعلم.» «ماذا؟» «أعلم من تحدث معك.» «لم يتحدث أحد معي.» «بل هذا ما حدث. إنها الدكتورة هينشو.» «كلا.» «إن آراء بعض الناس عنها ليست جيدة؛ فهم يعتقدون أنها تؤثر على الفتيات اللاتي يعشن معها، ولا تحب أن يكون لهن أصدقاء من الشباب، أليس كذلك؟ هذا ما قلته لي أنت أيضا. إنها لا تحب أن يعشن حياة طبيعية.» «لا، ليس هذا هو السبب.» «ما الذي قالته لك، يا روز؟»

Неизвестная страница