قالت فلو: «هذا الدواء لا فائدة منه على الإطلاق، وذلك الطبيب لا يحسن حتى وضع الضمادة على الجرح.» ظلت فلو تلقي باللوم دوما في مرض والد روز على الأدوية والأطباء.
استطردت فلو قائلة: «لو حدث ذلك بينك وبين أي صبي، فستكون تلك نهايتك. وأنا أعني ما أقول.»
تدفقت الدماء في وجه روز من شدة الحنق، وقالت إنها تتمنى الموت على أن تفعل ذلك.
فردت فلو: «هذا ما أتمناه أيضا.» •••
ومن أمثلة القصص التي كانت ترويها فلو لروز:
عندما توفيت والدة فلو، كانت في الثانية عشرة من عمرها، وتخلى عنها والدها لأسرة ميسورة الحال تعمل في الزراعة لتعمل لديهم مقابل الحصول على الطعام وإرسالها إلى المدرسة، لكنهم لم يرسلوها إلى المدرسة في أغلب الأوقات؛ إذ كان هناك الكثير من العمل الذي ينبغي الانتهاء منه. كانوا قساة القلب. «إذا كنت تقطفين التفاح، وغفلتي عن إحدى الثمرات على الشجرة، كان عليك العودة وقطف ثمار جميع الأشجار في البستان بأكمله. وانطبق نفس الشيء على التقاط الصخور الموجودة في الحقل؛ إن غفلتي عن إحداها، فعليك تنظيف الحقل بالكامل مجددا.»
كانت الزوجة أختا لأحد القساوسة. حرصت دوما على العناية ببشرتها بدهنها بكريم «هيندز هاني آند ألموند». اتسمت تلك المرأة بتعاليها على الجميع، وتهكمها، واعتقادها بأنها تزوجت من شخص دون مستواها.
قالت فلو: «لكنها كانت جميلة، ومنحتني شيئا واحدا؛ زوجا طويلا من القفازات المصنوعة من الساتان. كان لونهما بنيا فاتحا مائلا للأصفر. كانا جميلين، ولم أرد فقدانهما أبدا، لكنني فقدتهما.»
كان على فلو إيصال العشاء للرجال في الحقل البعيد عن المنزل. وعندما نظر الزوج للعشاء ذات مرة، قال لها: «لماذا لا توجد فطيرة في هذا العشاء؟»
فردت عليه فلو بنفس كلمات سيدتها ونبرتها عند تحدثها أثناء رصها علبة العشاء: «إذا أردت فطيرا، فيمكنك إعداده بنفسك.» لم يكن تقليد فلو لسيدتها على نحو بارع بالأمر المستغرب؛ فلطالما فعلت ذلك حتى أمام المرآة، لكن ما كان مستغربا هو الإفصاح عن ذلك في تلك اللحظة.
Неизвестная страница