فأراه رقعة دلت على أنه من البوليس، وأراه كلوكلو جوازه، فقال له الرقيب: أرى أنك من أهل العناد، ولكني أعذرك؛ لأنك سكران كما يظهر، فلماذا لا تدعني وشأني؟
قال: إني أدعك بشرط أن تدخل معي إلى هذه الخمارة فنشرب كأسين.
قال: ليس لي وقت للسكر.
قال: وأنا أسير في الشارع كما أشاء وأغني كما أشاء.
فلما أعيته به الحيلة نادى رجلا من أنفار البوليس فعرفه بنفسه، وقال له: خذ هذا الرجل إلى القومسيير.
قال: هل ارتكبت جرما مشهورا؟
قال: كلا.
قال: إن القومسيير شديد الوطأة كما تعلم فلا أستطيع أن أذهب به دون ذنب، إلا إذا كنت تصحبنا إليه.
فنفر الرقيب مغتما، ومشى وهو يتمتم وتبعه كلوكلو ضاحكا، فسار في أثره وهو يغني.
وكان جيرار قد توارى عن الأنظار، فقنط الرقيب من إدراكه وغير الطريق، أما كلوكلو فإنه سار في طريق منزل داغير؛ إذ كان يعلم أن جيرار ذاهب إليه، وكان يوجد هناك مطعم يشرف على باب المنزل فأقام يأكل فيه وهو يراقب الباب.
Неизвестная страница