وأما إن وأخواتها فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها وهي ستة أحرف: إنَّ وأنَّ وهما لتوكيد النسبة ونفي الشك عنها نحو: فإن الله غفور رحيم؛ ذلك بأن الله هو الحق؛ وكأن للتشبيه المؤكد نحو: كأن زيدا أسد، لكن للاستدراك نحو: زيد شجاع ولكنه بخيل، ليت للتمني نحو ليت الشباب عائد، لعل للترجي نحو لعل زيدًا قادم وللتوقع نحو لعل عمرَ هالك، ولا يتقدم خبر هذه الحرف عليها ولا يتوسط بينها وبين اسمها إلا إذا كان ظرفًا أو جارًا ومجرورًا نحو: ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا﴾ (١٢) سورة المزمل؛ إن في ذلك لعبرة؛ وتتعين إن المكسورة في الابتداء نحو إنا أنزلناه؛ وبعد ألا التي يستفتح بها الكلام نحو: ألا إن أولياء الله ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ (٦٢) سورة يونس؛ وبعد حيث نحو: جلست حيث إن زيدًا جالس؛ وبعد القسم نحو: ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ (٣)﴾ سورة الدخان﴾؛ وبعد القول نحو: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ﴾ (٣٠) سورة مريم؛ وإذا دخلت اللام في خبرها نحو: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ (١) سورة المنافقون؛ وتتعين أن المفتوحة إذا حلت محل الفاعل نحو: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا﴾ (٥١) سورة العنكبوت؛ أو محل المفعول نحو: ﴿وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللهِ﴾ (٨١) سورة الأنعام؛ أو محل المبتدا نحو: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً﴾ (٣٩) سورة فصلت؛ أو دخل عليها حرف الجر نحو: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾ (٦) سورة الحج؛ ويجوز الأمران بعد فاء الجزاء نحو: ﴿مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (٥٤) سورة الأنعام؛ وبعد إذا الفجائية نحو: خرجت فإذا أَنَّ زيدًا قائم؛ وكذلك إذا
1 / 26