Книга аль-Муcтаршид
كتاب المسترشد
Жанры
الرد على من قال جسم لا كالأجسام
فإن سأل وتردد في الضلال فقال: فلم لا تقولون، وعلى ما قلتم تقيسون، فتقولون: إنه جسم لا كالأجسام؟ فيكون هذا يخرج على ما يخرج عليه أول الكلام.
قلنا له: ليس الصواب كالمحال، وهذا في الله فأحول المقال، لأنه وإن اشتبه عندك فيما ترى، مخالف لما تقدم من (الشيء) في كل معنى؛ لأنا نرى الجسم أبدا متجسما، ولسنا نرى كل الأشياء كائنا جسما. فالشيء يعم الأشياء كلها، والجسم فإنما يقع على بعضها، فلما اختلف معناه في الخاص والعام، اختلف جميع قياسه في الكلام، وكذلك كلما قيس أو ضرب له مثل، فإنما يقاس ويشبه بما كان مثله في كل ما سبب وحال، كما يحذا المثال على المثال، فأما الضد فلا يقاس بضده، إذ حده على خلاف حده. وفيما قلنا به في الشيء الذي لا كالأشياء ما يقول الله الواحد الأعلى: { قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون } [الأنعام: 19] فذكر سبحانه وتعالى عما يصف المبطلون، ويقول به عليه الملحدون، أنه شيء موجود، لا يذكر ولا يوصف بحد من الحدود، { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [الشورى:11]. ألا ترى أن جميع أهل الإسلام، الذين هم على دين محمد عليه السلام، يقولون لمن اتهموه بسخافة دين، أو قلة خشية أو يقين: ما تعبد من شيء، ولا توقن بشيء؛ يريدون: ما تعبد الذي يعلم أمرك، ويوفيك أجرك.
Страница 169