Мустафа Нахас

Аббас Хафиз d. 1378 AH
64

Мустафа Нахас

مصطفى النحاس

Жанры

تولستوي الذي تأثر به غاندي.

وهو في ذلك يقول: «إن «عدم التعاون» عندنا هو عبارة عن انزواء في أنفسنا وعزلة موقوتة لكي تتمكن الهند فيها من جمع شتات قواها قبل أن تضعها في خدمة البشر؛ إذ يجب أن تتعلم الهند كيف تحيا قبل أن تتطلع إلى أن تموت في سبيل الإنسانية.»

ومن هذا يبدو لك أن غاندي إنساني في تفكيره كطاغور، ولكن إلى حد ما، ومن ناحية مختلفة عن صاحبه؛ فهو إنساني أو «عام» من جهة شعوره الديني، بينما ترى طاغور إنسانيا من جهة عقله ووحي خاطره وجوهر تفكيره، ومن ثم كان غاندي إنسانيا على طراز القرون الوسطى، على حين نرى طاغور إنسانيا على غرار العصر الحديث.

وهذا بلا شك ينتهي بنا إلى أن عيب غاندي هو أن رسالته إلى الهند جاءت دينية أكثر منها وطنية أو عامة، وهذا هو الذي جعلها تخفق مرات متعددة، وتتعثر على الطريق أحيانا كثيرة، وتظل تخمد وتخبو، ثم تشتعل وتستعر، ثم تعود خابية هامدة.

ولا يزال أمامها إلى اليوم شوط طويل إذا قطعته أحدثت في العالم تطورا رهيبا، وانقلابا خطيرا، لا يتيسر لأحد اليوم معرفة مداه.

الثورة المصرية في أدوارها الأولى

من بداية القرن التاسع عشر، قرن الاستعمار، وتكاثر المطامع في التوسع والزحام على ترامي السلطان باسم توازن القوى بين الدول العظمى، كانت مصر مطمح بصر إنجلترا، وقبالة عينها الاستعمارية، ومشروعا في برنامج سياستها الثابتة.

ولكن مصر كانت يومئذ قوية شاعرة بقوتها، طموحا هي كذلك إلى التوسع صوب الشرق واكتساب السلطان في أهله، والتطلع إلى المجد برياسته، فبقيت إنجلترا مصطبرة لها، تترقب نواهز الظروف، وسانحات الفرص، وغير الحوادث، وتقلبات الأيام.

ونمت هذه الطماحة في صدر إنجلترا عقب مد قناة السويس، إذ تبين أنها الطريق السلطاني إلى مستعمراتها في الشرق وأملاكها التي راحت تزداد اتساعا وتترامى حدودا على ممر السنين.

ولو قد ظلت مصر طيلة القرن الماضي محتفظة بقواها، عاملة على مكانتها، واجدة من فوقها السلطان الحازم، واليد القوية المدبرة؛ لجعلت مفتاح قناة السويس في كفها، ويومئذ لما كان في إمكان أحد أن يمسها بأذى أو يبغي بها السوء، أو يريدها بعدوان.

Неизвестная страница