البغيبغة وكانت عين عظيمة فيها نخل وزرع كثير دفع فيها معاوية الف الف دينار فلم يبعها منه (11) و ( ثالثا ) أخاف من ابن زياد أن يقتل أولادي.
ولما أيس منه أو عبدالله قام من عنده وهو يقول :
فقال ابن سعد مستهزى ء :
« في الشعير كفاية (12)».
ان المواعظ لا تفيد بمعشر
صموا عن النبأ العظيم كما عموا
انك يا سيد الشهداء أبصر بهذا الطاغي ، وإنه يعشو عن الحق لدناءة حسبه ، وضؤولة مروءته ، وضعف دينه ، وبعده عن الصرط السوي ، وانغماره في الشهوات لكنك ابن من تحمل الأذى ، ولاقى المتاعب في سبيل إنقاذ الأمة وانتشالها من موج الضلال فلم ترد بتلك النصائح وادلاء الحجج وضرب الأمثال إلا إتمام الحجة ، ولم تبق له مسرحا يلتوي اليه ، ولا منتكصا يتحرج منه حتى أتممت عليه كلمة العذاب ، وقطعت عنه المعاذير يوم تنشر الصحف وتنصب الموازين.
واذا كان أبوه سعد لم يستضئ بنور النبوة ولا استفاد من تعاليمه ما يقربه الى الحق فيتباعد عن وصي النبي مع ما يعلمه من الحق الثابت له ، فجدير بابنه اذا بات ليلته مفكرا في النصائح التي القيت اليه ممن يمحضه الود ولا يرديه في باطل ، فجار عن الطريق الواضح واختار الدنيا على الآخرة ، فإن « الشجرة المرة لا تنبت إلا مرا » والذي خبث لايخرج إلا نكدا وهل ترجى الهداية منه بعد قوله (13):
أأترك ملك الري والري رغبتي
أم أرجع مذموما بقتل حسين
وبعد هذا فهل يعجب القارئ ويستغرب من كتابة عمر بن سعد الى يزيد بن معاوية بخبر مسلم بن عقيل ، واجتماع الناس عليه ، وتوقف النعمان بن بشير عن محاربته (14) وكان محرضا له على تدارك الأمر لئلا ينتكث فتله.
Страница 106