Музыка и пение у арабов

Ахмед Теймур Баша d. 1348 AH
42

Музыка и пение у арабов

الموسيقى والغناء عند العرب

Жанры

فقال إسحاق: هيهات يا أمير المؤمنين، هذا شيء لا تعرفه الجواري ولا يصلح لهن، إنما بلغني أن «الفهليذ» ضرب يوما بين يدي كسرى فأحسن، فحسده رجل من حذاق أهل صنعته، فترقبه حتى قام لبعض شأنه ثم خالفه إلى عوده فشوش بعض أوتاره، فرجع فضرب وهو لا يدري، والملوك لا تصلح في مجالسها العيدان، فلم يزل يضرب بذلك العود الفاسد إلى أن فرغ، ثم قام فأخبر الملك بالقصة، فامتحن العود فعرف ما فيه، ثم قال مستحسنا: زه ... زه، ووصله بالصلة التي كان يصل بها من خاطبه هذه المخاطبة.

ثم قال إسحاق: فلما توطأت الرواية بهذا، أخذت نفسي وروضتها عليه، وقلت: لا ينبغي أن يكون الفهليذ أقوى على هذا مني. فما زلت أستنبطه بضع عشرة سنة حتى لم يبق في الأرض موضع على طبقة من الطبقات إلا وأنا أعرف نغمته كيف هي، والمواضع التي تخرج النغم كلها منها، من أعاليها إلى أسافلها، وكل شيء منها يجانس شيئا غيره، كما أعرف ذلك في مواضع الدساتين، وهذا شيء لا تغني به الجواري.

قال له الواثق: صدقت ولئن مت لتموتن هذه الصناعة معك.

وأمر له بثلاثين ألف درهم.

وفي (ص57) منه: استخراج إسحاق للحن رومي غنوه به، وتعجبهم من معرفته ذلك.

وفي (ص61) منه «تحريك الغناء وهو أن يكون كثير النغم»: سمع محمد بن راشد الخفاف؛ علوية يقول لإسحاق بن إبراهيم الموصلي: إن إبراهيم بن المهدي يعيبك بتركك تحريك الغناء. فقال له إسحاق: ليتنا نفي بما علمناه فإنا لا نحتاج إلى الزيادة فيه. قال له: فإنه يزعم أن حلاوة الغناء تحريكه، وتحريكه عنده أن يكون كثير النغم، وليس يفعل ذلك إنما يسقط بعض عمله لعجزه عنه، فإذا فعل ذلك فهو بالإضافة إلى حاله الأولى بمنزلة الاسكدار للكتاب، وهو حينئذ جدير بأن يسمى المحذوف أشبه منه بأن يسمى المحرك؛ فضحك علوية ثم قال: فإن إبراهيم يسمي غناءكم هذا «الممسك المدادي»، قال إسحاق: هذا من لغات الحاكة لأنهم يسمون الثوب الجافي الكثير العرض والطول «المدادي» وعلى هذا القياس ينبغي لنا أن نسمي غناءه «المحرك الضرابي» وهو الخفيف السخيف من الثياب في لغة الحاكة؛ حتى ندخل الغناء في جملة الحياكة ونخرجه عن جملة الملاهي.

ثم قال لعلوية: بحياتي عليك إلا ما أعدت عليه ما جرى؟ فقال: لا وحياتك لا فعلت؛ فإنه يعلم ميلي إليكم، ولكن عليك بأبي جعفر محمد بن راشد الخفاف، فكلمه إسحاق وأقسم عليه أن يؤيده فقبل، وسار إلى إبراهيم فأخبره ... فجعل كلما أخبره شيئا، تغيظ وشتم إسحاق بأقبح شتم ثم رجع ابن راشد إلى إسحاق فأخبره، فجعل كلما أخبره بشيء من ذلك ضحك وصفق سرورا لغيظ إبراهيم من قوله.

وفي (ص79) منه: إسحاق أول من أحدث التخنث في الغناء ليوافق صوته. (1) ما يستحسن من الغناء

وفي «نهاية الأرب» للنويري (ج5، ص122-ص124): «ما يحتاج إليه المغني ويضطر إلى معرفته، وما قيل في الغناء والقيان من جيد الشعر» ومنه:

قال مالك بن أبي السمح: سألت ابن أبي إسرائيل عن المحسن المصيب من المغنين، فقال: «هو الذي يشبع الألحان، ويملأ الأنفاس، ويعدل الأوزان، ويفخم الألفاظ، ويعرف الصواب، ويقيم الإعراب، ويستوفي النغم الطوال، ويحسن مقاطع النغم القصار، ويصيب أجناس الإيقاع، ويختلس مواضع النبرات، ويتوقى ما يشاكلها من النقرات.» فعرضت ما قال على «معبد» فاستحسنه وقال: «ما يقال فيه أكثر من هذا.» وقد رويت هذه المقالة عن «ابن سريج».

Неизвестная страница