Восточная музыка и арабское пение
الموسيقى الشرقية والغناء العربي
Жанры
ولكن اسمح لي أن أضيف إلى جهدك الذي بذلت بالدعوة باللسان والقلم تنبيه أنصار الغناء العربي والموسيقى الشرقية إلى ما نحن مصابون به الآن وما نتوقعه إذا استمرت هذه الحال.
فقد ابتلينا بداء (التجديد) هذا في كثير من أمورنا - في اللغة والعادات ثم امتد إلى الغناء فأصيب الغناء العربي بهذا «الإلحاد الفني» المشهود الآن، والذي يؤذي أسماع وقلوب عارفي هذا الفن والمعجبين به، ولا أنكر أننا اقتبسنا في الأصل جانبا يذكر من غنائنا من الفرس، ولا نزال نستعمل في موسيقانا الألفاظ الفارسية للأنغام والسلم الموسيقية، ولكن كر الأيام وانقضاء الأعوام صقلا هذا كله فألفناه وأحببناه.
ولا بد لغنائنا وموسيقانا من أن يتأثر باتصالنا بالغرب وموسيقاه المتقنة المهذبة الأصول والفروع، ولا ريب في أننا من الناحية الفنية مقصرون عن الغرب تقصيرا كبيرا، ولكن هذا لا يعني وجوب تطليق فننا أو مسخه، فلا يبقى شرقيا ولا يصير غربيا.
فإذا قيل إن هذا تحول أو «تطور» قلت إنه تحول بغير ضابط وإفساد للذوق.
لست من خصوم التجديد غير أني - وأنا من عارفي أصول الموسيقى الشرقية والغربية ومن الذين درسوها وألفوا العزف على بعض آلاتها - أشعر بأننا بهذا الإلحاد الفني المسمى خطأ تجديدا خاسرون، ومن سوء الحظ أن يستعان على هذه الضلالة بذوي الأصوات الرخيمة المحبوبة من الجمهور من مغنين ومغنيات؛ فإن جمال أصواتهم يستهوي الأفئدة ويطرب السامع فلا يفطن الناس إلى الإلحاد الموسيقي والخروج على أصول غنائنا الذي هو من مميزاتنا.
أترى من الضروري أن أذكر حكاية الغراب الذي أراد أن يقلد مشي الحجل أو يكفي ما تقدم.
فعسى هذا الاحتفال بإحياء ذكرى أشهر مغن مصري في عصر نهضتنا الحديثة أن ينبه المشتغلين بالموسيقى الشرقية والغناء العربي إلى ما نحن مستهدفون له من فعل هذه العاصفة التي أخذت تهب علينا والتي يخشى من أن تكتسح ما بقي لنا من هذا الفن البديع؛ فننبذ الحرير الطبيعي مأخوذين ببهاء الحرير الصناعي وهو دون ذاك.
والله يهدينا جميعا إلى أقوم السبل وأصلح الطرق ويتولى إرشادنا، وجزاء العاملين الحريصين على إرث الشرق والشرقيين.
الفصل الرابع عشر
الموسيقى العربية وعبده الحمولي
Неизвестная страница