86

Восточная музыка

كتاب الموسيقى الشرقي

Жанры

وإن سألنا أحد عن سبب وضعنا نغمة “Sol”

بإزاء اليكاه، من المعلوم أن أول نغمة في الديوان الأوروبي إنما هي “do”

ويسمى أيضا “ut” . قلنا إن النغمات كلها قياسات ونسب، فلا مانع يمنعنا عن الابتداء بأية نغمة كانت إذا ما راعينا - بتدقيق - القياسات والنسب الكائنة بين النغمات والأرباع؛ فلذا عليك أن تختار التعبير عن الديوان العربي بالديوان الأوروبي المألوف أي: “do, ré, mi, fa”

وهلم جرا إلخ... بشرط أن تراعي النسب كما قلنا. إلا أن ذلك الاختيار لا نراه مستحسنا لعدم مطابقته لواقع الأمر، فإن صوت اليكاه من حيث درجته النغمية وعدد اهتزازاته إنما يقرب من “sol”

الأوروبي العادي لا من “do” . ولا ننكر أن العرب ليس عندهم نغمة أساسية يرجع إليها عند دوزنة الآلات الموسيقية - اعلم أن الأوروبيين اتفقوا على اتخاذ مقياس ما لارتفاع الأصوات وهبوطها فاخترعوا آلة خصوصية يسمونها ديابازون (Diapason)

وهي غالبا عبارة عن قطعة من الفولاذ صنعت على شكل نعل فرس محرج، فإذا قرع أحد طرفيه اهتز 870 هزة في الثانية وستراها مرسومة في مجموعة للعود وبعض آلات أخرى بعد، فلما كانت النغمة المطابقة لهذا العدد نفس النغمة التي يدعونها “la” (راجع الجدول) أصبح صوتها عندهم ميزانا يرتبون عليه أغلب آلاتهم كالبيانو والأرغن وآلات النفخ وغيرها. - فترى مثلا ما كان صوته بكاء في آلة يكون قبا حصار أو عشيران في آلة أخرى؛ ولذلك كلما اجتمع الشرقيون للغناء كان صوت متقدمهم قياسا يدوزنون عليه العيدان وسائر آلات الطرب. بيد أن ذلك لا ينفي قولنا؛ أولا لأن الفرق المذكور ليس بكبير في أغلب الأحيان، وثانيا: لأن في الصوت الإنساني قياسا طبيعيا عموميا يحترز به العرب عن مزيد التباين في إجراء ألحانهم، وإن لم ترشدهم إلى اتفاق صوتي تام آلة من الآلات الثابتة التي يتداولها الأوروبيون. وما لا نتمالك عن إيراده بهذا الصدد رغبتنا الشديدة في أن يتفق أولو هذا الفن الشريف بديارنا الشرقية، فيخترعوا - كالأجانب - آلة معدنية تكون عندهم بمنزلة مقياس لا يحيدون عنه في المستقبل. وهذا أمر سهل لا يقتضي إلا اجتماع بعض أساتذة من الموسيقيين واختيار صوت واحد ثابت، مثلا صوت مطلق الوتر الرابع في العود.

إلى الدوكاء كنسبة الجهاركاه إلى النوى؛ ولذلك صار العمل من الدوكاه إلى اليكاه، كالعمل من النوى إلى الراست وحصلت المشاكلة بين نغمتي الراست والنوى، ونغمتي الدوكاه والحسيني، ونغمتي السيكاه والأوج، ونغمتي الجهاركاه والكردان، فإذا كانت إحداهما قرار اللحن يسمون الثانية غمازا لها؛ لأنها أقرب النغمات لمشاكلتها ما عدا الجواب؛ فإن نسبتها إلى القرار أقرب النسب، فإذا نقر على أية نغمة، ونقر بعدها على جوابها، كان ألذ النقرات للسامع. وبعده في اللذة النقر على الغماز والبعد بين الغماز والقرار أربعة عشر ربعا أبدا، فإذا قيل: أية نغمة هي غماز نغمة السيكاه مثلا، والسيكاه كائنة في الربع السابع عشر، فأضف إليه أربعة عشر، وهي مسافة بعد الغماز المقررة فتكون الجملة واحدا وثلاثين، تطرح من ذلك أربعة وعشرون (وهي مقدار الديوان الأول) فيبقى سبعة، وهي محل نغمة الأوج من الديوان الثاني، وهي غماز السيكاه، وإذا سئل عن غماز العشيران، والعشيران كائنة في الربع الرابع، فاستخراجه بأن يضاف أربعة عشر إليه ربعا فتكون الجملة ثمانية عشر، وهي محل ربع البوسليك الذي هو غمازه. وهكذا يجري العمل في اختبار جميع النغمات والأرباع، ويعلم محل غماز كل نغمة وكل ربع منها.

في افتراق الألحان عن بعضها وانقسامها على أنواع

اختلاف الألحان يكون على أربعة أنواع: أولها اختلاف النغمة التي يقر عليها اللحن

4

Неизвестная страница