ريكو التي رأيت فيها تلك الصفات لم تعد هي نفسها التي كانت من قبل. بعد أن أخطأت القول، عرفت ريكو المعتادة على تداعي الأفكار الحر، أن كل شيء في عقلها الباطن قد اكتشف بنظرة واحدة من عيني المركزتين عليها.
إن هذا هو بحق العلاج من خلال صدمة «الواقع» الذي كنت أتمناه. ولكن كان حدوثه مجرد ضربة حظ سعيدة، وليس لدي أية نية للفخر بهذا الإنجاز الذي تشكل الصدفة فيه نسبة 90٪.
فأولا: كنت أتمنى أمنية غامضة؛ أنها إن استطاعت المجيء إلى منطقة «صن يا» ومقابلة شقيقها، فربما يحدث الواقع الموجود هناك تأثيرا قويا عليها. ولكن المؤكد الذي أثر عليها تأثيرا شديدا ليس شقيقها نفسه، بل الطفل الرضيع المربوط بعشوائية بحبل وردي خلف ظهره. يا لها من نتيجة عجيبة!
إذن ما الذي حدث هنا؟
لقد عرفت ريكو أن «البرود الجنسي» الذي حافظت عليه فيما مضى مع تحملها الآلام الجسدية والآلام النفسية بتلك الدرجة، من أجل نقاء شقيقها ونقائها هي نفسها، كان جهدا ضائعا. كان كل ذلك تعبا بدون طائل، ويجب وصفه بأنه ستة أيام «سوسن» وعشرة أيام أقحوان.
9
والسبب أنها وجدت «ابن الشقيق» هنا، بدون حاجة لأن تلده هي، وكان طفلا أنجبته عاهرة طريق لا تعرفها. وأضف إلى ذلك أنه ما من موطئ قدم لها. لقد اكتملت حياة الشقيق. فقد شبابه الناضر الذي كان يمتاز به في الماضي، وسقط في الحضيض بلا حول ولا قوة، وأنجب طفلا من زوجته التي يجبرها على أن تعمل عاهرة طريق، بينما هو يأخذ الطفل رهينة لتعود الزوجة إليه. ولم تر ريكو في ذلك الوضع أي مجال لحلم يمكنها أن تحلم به.
وربما شعرت بالأمان بمعنى من المعاني. «لا بأس. هذا جيد. لقد أنجب أخي طفلا. ولم يعد محتما علي أن أنجب أنا طفلا له.»
ربما يعد ذلك منطقا غريبا، ولكن بالنسبة لها كان منطقا مؤكدا ودقيقا يحل كل مشاكلها.
لأول مرة تستعيد ريكو رقة قلبها، فذرفت الدموع غزيرة من أجل شقيقها، ومن أجل الطفل الرضيع، ومن أجل زوجة شقيقها التي لم تلقها بعد. ... أخيرا مسحت ريكو دموعها بمنديل، وأدخلت خفية تحت الفراش مظروف النقود الذي يبدو أنها أعدته قبل مجيئها، ووقفت بعد أن حثت الجميع على التحرك. - «أخي العزيز، أنا لن أجيء مرة ثانية. كن بخير.»
Неизвестная страница