ولا داعي للقول إنني وقتها كنت أوجه عظيم اهتمامي إلى رد فعل ريكو أكثر من منظر شقيقها البائس.
بدت ريكو هادئة من النظرة الأولى، ولم تظهر أي قدر من المشاعر العاطفية ناهيك عن أن تدمع عيناها. ويمكن تخيل قدر الصراع النفسي غير الطبيعي الذي اعترى قلبها منذ أن اكتشفت وجه شقيقها في هيئة الرجل البائس الذي يحمل رضيعا خلف ظهره، وحتى اللحظة التي صرخت تناديه «أخي». على الأرجح كان ثمة حرص على مظهرها، وثمة تحرر من الأوهام، وثمة تعاطف، وثمة حقد وضغينة. ثم عندما استجمعت كل شجاعتها وصرخت «أخي»، يجب القول إنها خطت أول خطوة لتقرر بنفسها التوجه نحو حل مشاكلها.
ولكن ثمة شيء آخر لم أستطع الاقتناع به. فقد كانت طريقة اقترابها من شقيقها تتصف بانعدام تام للعواطف والمشاعر، وجعلني ذلك أشعر بقلق.
رفع الشقيق بإحدى يديه الطفل الرضيع الذي على ظهره مزحزحا إياه إلى أعلى، وقال لها وهو ينظر إلى حشدنا بعيون كئيبة مظلمة: «لماذا أتيت إلى مثل هذا المكان؟ بل ولم تأتين بمفردك؟!»
وهنا كان لزاما علي أن أقول شيئا: «إنني طبيب. وهذه ممرضة. يجب علينا بموجب وظيفتنا أن نرافق شقيقتك في أي مكان تذهب إليه. ثم بعد ذلك هذا ...»
قلت ذلك واحترت في كيفية تقديم ريوئتشي له.
فعرفته ريكو بحيادية: «هذا السيد إغامي؛ صديقي الحميم.»
نظر الشقيق تجاه ريوئتشي نظرة سريعة مظهرا لونا من النفور والاستياء بين حاجبيه، ثم هذه المرة توجه ناحيتي أنا بالسؤال كأنه ينتقدني: «ما مرض ريكو؟»
كذبت عليه بهدوء قائلا: «القلب. ليست بحالة تدعوك للقلق عليها، ولكنها أصرت على الذهاب للبحث عنك بدون سماع النصيحة؛ لذا كان من واجبنا المجيء لمرافقتها؛ لأن التأثر العاطفي العنيف ممنوع عليها منعا باتا، ولأن أخطر شيء هو تعريضها لصدمات أو حالات قلق وخوف تجاه أي شيء.»
هكذا حذرته بعد أن فكرت في حالة وقوع تهديد في المستقبل من هذا الرجل. - «حقا؟ وفي هذه الحالة ماذا يمكنني أن أفعل؟» - «وجه هذا السؤال لشقيقتك.» - «إنني على أي حال أريد الذهاب إلى بيت شقيقي والتحدث معه.» - «تقولين بيت! بل سمه قصرا. تعالوا جميعا معها. فما دام دليلكم هو السيد «ر» فلن أقدر على الشكوى.» ثم نظر في ذل إلى وجه الدليل وأضاف: «ولكن لا لوم علي إن لم تستطيعوا الجلوس جميعا.» •••
Неизвестная страница