اندهش هاناي جدا من وصف عيبه «بالرقي والهيبة»، ولكن تأججت تدريجيا شهوته تجاه ريكو. ومن خلال قولها ذلك له، انحبست كل شهوة مهما كان شكلها، وشعر أنه سجن في قفص أضيق مما لو كان وحيدا.
كانت ريكو كأنها مياهه. وكان ثمة أوقات تبدو ريكو في عيني هاناي تتظاهر عنوة بهذا البرود الحديدي الراسخ. وعرف جيدا أنها تستمتع بذلك التظاهر. فلم تسمح ريكو ليد هاناي أن تلمسها مطلقا. بل حسبه أن ذلك الجسد العاري الجميل الغني؛ الذي كأنه صنع من مواد سهلة الاشتعال ، راقد بجواره.
ومع الوقت أصبحت عنة هاناي تتحول إلى عنة مشتعلة. ولأنه رأى بوضوح البرهان الذي لا شك فيه لحدود سعادته؛ السعادة التي تناسب طريقته، فكر في أنها حبيبة ثمينة لا يقدر على فقدانها، وأنها الوحيدة في العالم التي «خلقت من أجله».
ولدي فضول شديد لمعرفة شعور ريكو وقتها. طبقا لما حكاه هاناي؛ فإن قلب ريكو كاد يذوب من الرقة والطيبة، ولكن كان جسدها باردا مثل الثلج. ولكن إن سمح لي بالتعليق، فتلك كانت حالتها من قبل مع ريوئتشي إغامي، والشيء الوحيد المختلف أنها هذه المرة لم تكن تشعر بأي قلق أو عصبية، بل تزرع الاضطراب المستحيل داخل هاناي.
وأتخيل أنها صنعت متعمدة ذلك الموقف المثالي من نفسها. كانت تتقن، بلا وعي، مهارة وضع قلبها الحار وجسدها البارد كلا على حدة في درج خاص به.
ولكن من الواضح أنها الآن سقطت في تلك الحالة بعمق. ومع أن الحالة النفسية الداخلية تبدو أنها هي نفسها القديسة التي كانت تجاه خطيبها، إلا أنها تحولت إلى عاهرة منحطة. بل في هذه المرة، مع هاناي، انعدمت نية التفاني الشكلي فقط في علاجه من المرض، وتكاسلت بوضع نفسها في طريق مسدود بطريقة غير طبيعية.
ومع ذلك لو سألنا ألم تكن تحب هاناي؟ لن نستطيع القطع بذلك. ربما رأت ريكو في ذلك الحب الجسدي - والذي يفصله عنها المستحيل - الشكل الأعظم للحب العذري، وربما رأت الرجل المثالي، وربما رأت الرمز الخالص للرجل النقي النظيف. لقد قرأت رسائل الحب التي بين «أبيلار وإلواز» بعد أن عرفني هاناي بها. وأعتقد أن الحب الروحي الذي زاد، على العكس، بين الاثنين في النصف الثاني من قصتهما بعد أن أخصي أبيلار، هو الشكل الأنقى من الحسية.
من المؤكد أن ريكو كانت تراهن على شيء ما. ... ... ... - «وهكذا ظلت ريكو ترفض أن تلمس جسدها أليس كذلك؟» - «أجل.» - «ألم يحدث أن اخترقت ذلك منتهزا فرصة ما؟» - «حدث.» - «في أي وقت حدث ذلك تقريبا؟» - «في مساء اليوم الخامس بعد أن أصبحنا نعيش معا في غرفة واحدة في فندق بطوكيو. كنت أشعر أنني سأغرق كما أنا بحالتي تلك وسط سعادة كالحلم. ويبدو أنني نمت نوما عميقا هادئا كالأطفال. وعندما استيقظت فجأة، بدا أن ريكو نائمة كذلك. احترت أيجب أن أوقظها أم لا؟ فقد كانت ساخنة وحرارتها أعلى بكثير منها وهي يقظة، كان وجهها النائم كأنه خشخاش منثور أحمر مشتعل في الليل.» - «وهل كانت مضطربة الأنفاس أثناء النوم؟» - «كلا، إنها لم تكن نائمة. فتحت عينيها فجأة وقبضت على يدي وجعلتها تلمس ثديها لأول مرة. كان ثديها يخفي نبضا عاليا كأنه ينبع من عين ماء في أعماقها. لمستها فقط براحة يدي برفق وعلى استحياء كما علمتني. ثم بقيت ثابتا على ذلك الوضع.
ثم صرخت ريكو فجأة صرخة خافتة وفتحت عينيها على وسعيهما. أصابتني الدهشة من المفاجأة معتقدا أنها تتألم. ولكنني فهمت على الفور. لم تكن تلك نوبة ألم بل كانت عكس ذلك.
التوى جسدها وعضت بأسنانها راحة يدي برفق. تأملت ذلك مذهولا وشعرت أن ذلك جمال مهول وجرفتني أيضا مشاعر غضب.
Неизвестная страница