ونتيجة لذلك ظهر في النهاية تذكرتا قطار؛ إحداهما تذكرة الركوب والأخرى تذكرة حجز المقعد في القطار السريع. كان موعد القطار في الثانية عشرة واثنتين وخمسين دقيقة؛ أي أنه سينطلق بعد خمسين دقيقة تقريبا.
شرحت الفتاة الأمر قائلة: «حجزتها لي شركة سياحية في مدينة قوفو.»
بلا وعي مني شعرت بغضب. مع مشاعر انفعال وغضب تقول «يا لها من مخادعة!» داخل قلبي بصفتي رجلا ، أحسست أنه من أجل تخطي تلك العقبة الحالية التي يرثى لها، لا سبيل آخر إلا ارتداء القناع الوظيفي بصفتي طبيبا.
إنه قطار سريع يصل مباشرة إلى مدينة «س» في أقصى جنوب إيزو، ويفترض أنه لا ينطلق إلا مرة واحدة أو مرتين فقط في اليوم، ومن الصعب الحصول على تلك التذكرة. ولهذا السبب بالذات من المؤكد أن ريكو حصلت مبكرا على التذكرة من خلال شركة السياحة المحلية في بلدتها. فقد قررت من الأصل طريق الرحلة منذ مغادرتها بلدتها؛ أي أن تذهب إلى بلدة «س» من أجل النقاهة، فوصلت اليوم صباحا إلى محطة شينجوكو بطوكيو، ومن أجل قتل الوقت الذي توفر لديها، قررت زيارتي. حتى وإن كانت زيارتها لي سببا هاما من أسباب رحلتها تلك، إلا أنها عندما نظرت إلى وجهي قالت: «ألا ترغب يا دكتور في الذهاب في رحلة معي؟»
لا أعتقد أن دعوتها لي - وعلى وجهها ما يعني أن فكرة السفر خطرت على بالها الآن فجأة - مجرد نزوة فقط، بل أعتقد أن دافعه الخفي هو محاولة السخرية مني ومشاهدة رد فعلي إزاء ذلك. حتى وإن وافقت على مقترحها، فما من احتمال لأن أستطيع شراء تذكرة في نفس القطار، ومكان الرحلة قد تقرر بالفعل حتى وإن كنت أرغب أنا في الذهاب إلى مكان مختلف. وإنها، على الأغلب، حجزت الفندق كذلك. وبينما أنا أفكر هكذا، أضافت ريكو بلا مبالاة: «الفندق هو فندق «س» السياحي، والإقامة به أربعة أو خمسة أيام. يكفي هذا، أليس كذلك؟»
هكذا أخبرتني؛ لأنني طلبت منها معلومات عن موعد السفر ومكان الرحلة واسم الفندق، فلا لوم عليها كمريضة.
جعلتني تلك الحيلة البسيطة التي تحيكها بمهارة دائما، أحمل مجددا «مشاعر» خاصة تجاه تلك المريضة المزعجة.
ثم قلت لها تحية الوداع المعتادة: «حقا؟ إذن اذهبي واحترسي لنفسك. إن شعرت بأي قلق عصبي أو نفسي - وأدعو ألا يحدث ذلك - اتصلي بي في أي وقت بلا تردد. وعلى أي حال أعتقد أن أفضل شيء بالنسبة لك حاليا هو إراحة جسمك وعقلك بروية وتأن وسط مناظر طبيعية خلابة وهواء نقي.»
أحنت ريكو رأسها بانصياع وقالت: «شكرا جزيلا.»
20
Неизвестная страница