لقد امتلكت شعورا بأنني أمسكت بالحقيقة لأول مرة، ويمكن التفكير في أن الجرح النفسي الذي أصاب ريكو وقتها كان كافيا ليجعل ريكو تعتل بعد سنوات طويلة فيما بعد. وكما يقول شتيكل: «كل المرضى النفسيين يعانون من أسرهم. ويبين وصف أحد الحكماء له باسم «حمى الأسرة» (
Familitis ) آثار الذيوع الشديد لهذا المرض». ولكن عند النظر إلى أن صورة الأب لم تكن قوية بدرجة كبيرة لدى ريكو، وأنها لم تظهر عندها أعراض عقدة «إلكترا» (الارتباط الشديد بالأب)، فلقد بقيت غير قادر على التعرف بوضوح على وجود ذلك النوع من الجرح النفسي الناتج عن زنا المحارم.
لقد كنت حتى الآن أثق بحدسي ثقة كبيرة، وكتبت في رسالتي لها: «ثمة شك في أن الخبرة التي تنتمي إلى ذلك النوع من مشاهدة الفعل الجنسي لأحد الأقارب - على ما يبدو - لم تكن التجربة الأولى بالنسبة لك وأنت في الصف الرابع الابتدائي.» كانت اعترافاتها تتطابق مع ذلك حقا.
كانت ريكو على علاقة جيدة مع شقيقها الأكبر، وكانت تحبه حبا جنونيا. كانت تسير دائما خلفه أينما ذهب، وعندما تسمع أنه قوي الشكيمة وينتصر في العراك، أو أنه وسيم الوجه، كانت تفرح لذلك فرحة الأطفال الصغار العارمة التي لا توصف. في الصف الثالث الابتدائي، في إحدى الليالي، عندما دخلت لتنام في سرير شقيقها الأكبر (كان أبواها قد منعاها من ذلك؛ وكان ذلك إغراء وتساهلا واضحا منها)، لمست أصابع شقيقها المحارة الوردية الصغيرة لها، وعلمها أن تلك المحارة تسمعها صوت البحر البعيد جدا.
قال لها شقيقها: «هل تسمعين يا ريكو، أغمضي عينيك ولا تفتحيهما. سأعلمك أمرا جيدا. ولكن حذار أن تبلغي أحدا بذلك.»
ثم بدأ يمد أصابعه ببطء، وهو يمسك بإحدى يديه كتف ريكو ويثبته في حضنه، وذهب بها إلى ذلك الإحساس الذي لم تذقه من قبل، ذلك الإحساس المعسول المخيف الذي يسبب الرعشة. ومنذ ذلك اليوم لم تستطع أن تفصل ذلك الإحساس المعسول عن وجود شقيقها ذاته، وزاد تعلقها به أكثر وأكثر، ولكنه لم يفعل معها تلك المداعبة الشريرة مرة ثانية وخجلت هي من أن تطلب منه ذلك.
وفي صيف العام التالي، وقعت حادثة وادي شوسن.
كان شقيقها قد انعزل وحيدا في غرفة بمنتجع وادي شوسن من أجل التركيز في الاستذكار لاختبارات دخول الجامعة التي رسب فيها مرتين من قبل. وكانت ريكو تطلب دائما الذهاب للقائه، ولكن قيل لها إن وجودها عقبة للاستذكار، ثم قال لها والداها إنه يمكن أن يسمحا لها بالذهاب ليومين أو ثلاثة أيام، إن صحبها أحد وذهب بها إليه مع الإقامة في مكان منفصل. وتصادف أن قبلت عمتها القيام بذلك الدور.
ولكن لم يكن ذلك «مصادفة»، ولكنها كانت خطة متفقا عليها بين عمتها وشقيقها. ويصعب التفكير أن شقيقها كان يخطط لذلك منذ عام كامل سابق، ففعل تلك المداعبة الشريرة مع شقيقته الصغرى، ولكن على الأرجح أنه كان يأمل في أحد أنواع التسامح الجنسي من شقيقته الطفلة بسبب وجود ذلك الماضي بينهما؛ حتى إنه لاحظ، عندما تسلل إلى فراش عمتها، أن ريكو تتظاهر بالنوم، فيمكن تخيل - بعد ما حدث بينهما - أنه ظن ذلك الظن الأناني الذي يميز كل الشباب؛ أنها لن تكون صدمة كبيرة بالنسبة لها.
تسلل شقيقها إلى الغرفة من الحديقة، ثم ترك الغرفة قبل مجيء الصباح. وكان يرتدي قميصا بولو أسود وبنطالا أسود، وحذاء رياضيا بدون جوارب، لكي يساعده ذلك على الاختباء في الظلام.
Неизвестная страница