Проблемы с незнакомцами: Исследование в философии морали
مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق
Жанры
10
إذن؛ فالحس الأخلاقي - ذلك السرور الفوري المتقد المنكر للذات الذي نجنيه من رؤية فعل فاضل - يعمل عمل ما قبل الفهم عند هايدجر، فهو الشيء الذي يكون موجودا بالفعل بمجرد أن نبدأ في التفكير، ذلك الذي لا يمكننا باعتبارنا عناصر فاعلة أخلاقية أن نعود لما قبله؛ حيث إنه يعرف ما نعتبره استجابة أخلاقية في المقام الأول. وقد جرت محاولات مؤخرا لإعادة إحياء هذه الفكرة وبنائها على أسس تبدو أكثر علمية.
11
يقول هتشسون: «إننا بقوة الطبيعة ذاتها، السابقة على أي تفكير أو تأمل، نسعد برخاء الآخرين ونحزن معهم في محنهم ... من دون أي نظر لمصلحتنا الشخصية.»
12
ويعد الدكتور بريمروز - بطل رواية «قس ويكفيلد» لجولدسميث - متلقيا خبيرا يقدر لفتات الآخرين السخية. أو مرة أخرى:
بمجرد أن نرى أي فعل ينبع من الحب والإنسانية والإحسان والرحمة والنظر في نفع الآخرين والسرور بسعادتهم، حتى وإن كان في أقصى بقاع الأرض أو في زمن قد خلا، فإننا نشعر بلذة بداخلنا ونعجب بالفعل الجميل ونثني على صاحبه. وفي المقابل فكل فعل ينبع من البغضاء والتلذذ بمعاناة الآخرين أو الجحود يثير الاشمئزاز والنفور.
13
تتضمن تلك النظرة الأخلاقية نوعا من الأثر الانعكاسي؛ حيث إن إحساسنا المنزه عن المصلحة بالألم أو السرور يعكس مشاعر الفاعل الذي نشاهده؛ فالتجرد مع الشخص الآخر يؤدي إلى إعادة تجسيده في أنفسنا، فيربع قيمته إن جاز التعبير، فهالة الرضا لدينا التي تنتج من مشاهدة إحسان شخص آخر هي أحد مظاهر عين الإحسان الذي أمامها؛ إذ يوجد نوع من المحاكاة الطبيعية أو التجاذب المغناطيسي بين النفوس؛ محاكاة سابقة على العقل مثل عالم النظام الخيالي ذاته. ومن دون هذه الاستجابة، لا يرقى الفعل عند هتشسون لأن يكون أخلاقيا على الإطلاق. إن ما نشعر به حيال تصرف معين هو ما يساعد على تحديد ما إذا كان تصرفا فاضلا أم لا، مثلما قد يساعد الراصد على وقوع أحداث معينة في عالم فيزياء الكم، فربما لا يعتبر الفعل غير المرصود فعلا فاضلا كالشجرة التي تسقط دون صوت في غابة مهجورة، فما يجعل فعلا ما ذا سمة أخلاقية هو علاقته بالمشاعر والعواطف وليس مجرد تصرف مادي. كما هو الحال بالنسبة لبعض فلاسفة الأخلاق الآخرين في القرن الثامن عشر، فإن هذه أخلاق تعتمد على المشاهد بقدر ما تعتمد على الصورة المرصودة؛ إذ ينظر هتشسون للفضيلة والرذيلة في ضوء استجابتنا لسلوك الآخرين وليس في ضوء سلوكنا نحن في المقام الأول، فقضية الأخلاق عنده لا تعنى ب «ما يجب أن تفعله» بقدر ما تعنى ب «ما تشعر به حيال فعلك أنت.»
يتمنى الرجال والنساء السعادة بطبيعتهم؛ وبما أن ملذات الفضيلة العامة في نظرة هتشسون تمثل أكبر سعادة يمكن نيلها، فلا يمكن أن يوجد أي تمييز على شاكلة تمييز كانط بين الرغبة الشخصية والالتزام الاجتماعي. بل يربط الحس الأخلاقي هاتين الدائرتين معا؛ حيث إن أنماط السلوك النافعة على المستوى الاجتماعي وحدها هي التي تسبب أكبر مشاعر بالسعادة الشخصية، إلا أننا لا نتصرف باسم المتعة الشخصية؛ إذ يكتب هتشسون قائلا: «إن إحساسنا بالسرور سابق على المنفعة أو المصلحة، وهو الأساس الذي تنبني عليه.»
Неизвестная страница