Проблемы с незнакомцами: Исследование в философии морали

Абд Рахман Маджди d. 1450 AH
17

Проблемы с незнакомцами: Исследование в философии морали

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

Жанры

12

بينما يحمل مونتسكيو - الذي يعد كتابه «روح القوانين» مصدر قدر كبير من فلسفة «التجارة الناعمة» هذه - إيمانا مؤثرا بالقوة المهذبة للحوالات المالية.

يتذكر المرء كذلك ملحوظة صامويل جونسون الشهيرة التي تقول إن الإنسان لا يشتغل أبدا ويؤمن أذاه بقدر اشتغاله وهو يجني المال، وهو تعليق يبين أن المغالطة التي تتسم بحجية كافية تبدو عكس ذلك فور قولها. وبقدر ما يخص الحياة الاقتصادية، يصل الفيلسوف التنويري الاسكتلندي جون ميلر إلى حد محاولة دمج طبقة البروليتاريا في المشروع العاطفي؛ إذ يضعهم في نظام حسي اجتماعي أو مجتمع عاطفي واحد، فعندما يتجمع العمال معا في نفس العمل و«نفس مجال التواصل»، بحسب تأكيده، فهم «يمكنون بسرعة كبيرة من التعبير عن كل أحاسيسهم ورغباتهم» وبذلك ترسى دعائم التضامن العامي.

13

وسيثبت للطبقات الوسطى الإنجليزية في حقبة تاريخية لاحقة أن هذا التضامن مصدر توتر أكثر منه مصدر تهذيب.

وفي ظل تسيد تأنيث الثقافة الإنجليزية هذا، أصبحت الشفقة والمسالمة شعارين لطبقة برجوازية بدا أن اللياقة الاجتماعية والسكون السياسي هما أفضل ما يضمن أهدافها التجارية؛ فالإحساس من ضمن أشياء أخرى كان ردا على الطائفية الدموية في القرن السابق، التي ساعدت على صياغة الوضع السياسي القائم، والتي بعد أن أنجزت عملها الهدام صارت كغيرها تراثا ثوريا ينبغي محوه من الذاكرة وإلقاؤه في اللاوعي السياسي. وفي ظل نظام أبوي لم يزل مستبدا، كانت هناك دعوات لتعميق الروابط العاطفية بين الرجل والمرأة، بالتوازي مع إبراز أهمية «الطفولة» وتمجيد الارتباط الروحي في إطار الزواج.

14

وكانت الثقة المتفائلة في العناية الإلهية المسيحية في طريقها لأن تحل محل الجبرية الوثنية القديمة. وصيغ نمط من الاعتدال المهذب على يد الكتاب الاجتماعيين مثل جوزيف أديسون وريتشارد ستيل، نمط بدا للأجيال اللاحقة جوهر الهوية الإنجليزية ذاتها. وأتاح الانغماس كما ينبغي في العاطفة للفرد أن يكون متقد المشاعر أو مبتهجا، مرحا أو بكاء، من دون أي خرق للأعراف. إن هذا هو ما لم تتعلمه بعد ماريان داشوود، الشخصية المشوشة عاطفيا في رواية جين أوستين «العقل والعاطفة».

وفي عالم الأفكار، سعى مذهب تجريبي مغوار إلى تشويه الأنظمة العقلانية المتبلدة، متبنيا في المقابل الجوهر الفطري للحس الذاتي، فكانت المفاهيم تتأصل جذورها في أرض التجربة العملية الثابتة حيث يشعر الرجل النزيه بألفة أكبر مقارنة ببساط التأمل الميتافيزيقي المضطرب. لقد كان ذلك أسلوبا للتفلسف يناسب عصرا شهد ظهور الرواية؛ فالإدراك والحس - بل جسم الإنسان ذاته - كانا مصدر كل تأملاتنا الأوضح. في الوقت ذاته شعر الكثيرون من النخبة المثقفة الذين شجعهم رخاء الأمة الاقتصادي وانتصاراتها السياسية بإمكانية بناء ثقة متفائلة في خيرية الطبيعة البشرية. وغمر جو من الخيرية والإحسان يسوده الرضا عن الذات النوادي والصحف والمقاهي. وعلى الرغم من شيوع الخبث والحقد والمنافسة في المجتمع، فلم يزل الفيلسوف الاسكتلندي آدم فيرجسون مؤمنا بأن «الحب والحنان [كانا] أقوى المبادئ الكامنة في داخل الإنسان.»

15

Неизвестная страница