Проблемы с незнакомцами: Исследование в философии морали
مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق
Жанры
وهذه «البنية الجامدة» - بوصفها قريبة منا لكن خارجة عنا كالدرع المزرد - هي سراب للوحدة والتضامن، وهي بذلك تؤدي إلى إخفاء حقيقة أن الذات يغلب عدمها على وجودها؛ فالنظام الخيالي، باختصار، هو نوع من الأيديولوجيا.
هذا هو النحو الذي يرى من خلاله الفيلسوف الماركسي لوي ألتوسير - أشهر من فشل لاكان في علاجه - النظام الخيالي، مستخدما المصطلح بالمعنى الواسع الذي سنتبناه في هذا الكتاب.
22
فالأيديولوجيا عند ألتوسير هي نوع من الإدراك الخيالي الخاطئ الذي يبدو فيه الذات والشيء، أو النفس والعالم، معدا خصوصا كل منها للآخر. ويبدو العالم في تآلف معنا بدلا من أن يكون غير مكترث تماما بغاياتنا، فيتوافق طواعية مع رغباتنا ويتبع حركاتنا في طاعة بقدر ما يفعل انعكاس الإنسان في المرآة؛ لكن بما أن هذه الصورة متماسكة بقدر مرض، كما الحال في الطفل عند لاكان، يقع خطأ في إدراك كل من الذات والواقع الاجتماعي في نفس الوقت. وتعتبر الذات الإنسانية من الجانب النظري كيانا غير متمركز تماما مثل الطفل الفوضوي الواقف أمام المرآة، أي مجرد شيء مرتبط بهذه البنية الاجتماعية أو تلك ؛ لكن بما أن تلك المخلوقات الفوضوية لن تكون قادرة على العمل الهادف، فإن نظام الأيديولوجيا الخيالي يتدخل ليمنحها إحساسا بالوحدة والاستقلال؛ وبذلك فقط تتحول إلى عناصر فاعلة تاريخية، أيا كان تبعيتها السياسية. ومن هذا المنطلق فإن الثورة البلشفية تتضمن دائرة الأيديولوجيا بقدر الاحتفال بيوم القديس باتريك.
إن وصف ذات الأيديولوجيا بأنها «خيالية» يعني الزعم بأنها - كالطفل أمام مرآة لاكان - تشعر بأن العالم جزء من تكوينها الداخلي، وأنه متمحور عليها، وأنه خاضع لها تلقائيا، وأنه يرتبط بها برباط داخلي؛ فالأيديولوجيا من هذا المنطلق هي نوع بليد من المركزية الأنثروبولوجية. وتكتب جورج إليوت في روايتها «ميدل مارش»: «نولد جميعنا في حالة من الغباء الأخلاقي، معتبرين العالم ثديا يرضع ذواتنا السامية.» فالأيديولوجيا تعيد صياغة النظام الخيالي على مستوى المجتمع ككل عند الأشخاص المكتمل تطورهم الذين ربما يدركون بشيء من التخوف المفاجئ أن العالم لا يدين لهم بأسباب المعيشة، وأنه لا يبالي بهم بقدر ما يبالي بالطقس. وفي ضوء هذا الوهم المريح، يمكن أن تطمئن الذات إلى أن المجتمع سيدعي انتماءها له بنحو خاص ويخصها بتميز وفرادة ويناديها باسمها، إن جاز التعبير. إن الذات العليا للأيديولوجيا؛ إذ تجذبنا من بين حشود المواطنين المجهولين حولنا، وإذ تطل علينا بوجهها الحميد، تغرس فينا إيمانا يبعث على السرور بأن الواقع يمكن ألا يستمر من دوننا، وأنه سيضطرب حزنا إن اختفينا من الوجود، تماما كما نتصور الرضيع وهو يؤمن بأحد الأوهام البيركلية بأنه إذا اختفى، فسيتلاشى معه كل ما سواه في طرفة عين.
هناك بعض المشكلات الشائكة في نظرية ألتوسير؛ لكنني لا أنوي أن أتناولها هنا،
23
بل أريد أن أستكشف أوجه الشبه بين هذه الأفكار الحديثة الخاصة بالتحليل النفسي وما يمكن أن نسميه بالأخلاق الخيالية عند بعض فلاسفة الأخلاق الإنجليز في القرن الثامن عشر؛ لكن قبل ذلك علينا أن نأخذ جولة سريعة في موضوع المذهب العاطفي في القرن الثامن عشر.
هوامش
الفصل الأول
Неизвестная страница