Проблемы с незнакомцами: Исследование в философии морали

Абд Рахман Маджди d. 1450 AH
11

Проблемы с незнакомцами: Исследование в философии морали

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

Жанры

13

إن كان الطفل عند لاكان رهن أسر صورة أو أنا مثالية، ومضللا مثل العامل المغترب عند ماركس بفعل قوة ما لا يعرف أنها تخصه، فإن البالغ الذي سحرته اللغة عند فتجنشتاين قد وقع فريسة لبنى قواعدنا اللغوية المجسدة بطبيعتها التي تكون هويات زائفة مما لا يتعدى في حقيقته نسيجا من الاختلافات. وكان رأي فريدريك نيتشه مماثلا إلى حد كبير؛ حيث كتب عن الفكر باعتباره أسيرا ل «سحر وظائف لغوية معينة.»

14

فهذه عند فتجنشتاين هي صورة مزمنة من الوعي الزائف حيث تكون اللغة أداة إحداث التجانس فيها، مثلما أن النظام الخيالي عند لاكان ليس مجرد طور يمكن أن نتجاوزه مثل مص الأصابع، بل هو عين الهيكل الداخلي للأنا، وبهذا يكون بعدا غير قابل للمحو للتجربة الإنسانية، فهذا التبجح والزهو الطفولي أمام المرآة يستمر في كل جهودنا الشهوانية اللاحقة، حيث نتماهى مع الأشياء التي تحمل شبها مطمئنا بأنفسنا. فكما يقول لاكان: «إن كل الأشياء الموجودة في العالم «الإنساني» تنتظم وتتركب حول الظل المتجول لأنا الطفل.»

15

فما يحتاجه الطفل في طور المرآة كي يتحول إلى شخص هو ما نحتاجه نحن البالغين المنخدعين لغويا أيضا، وهو احتياج يلخصه اقتباس من مسرحية «الملك لير» رأى فتجنشتاين أن يستخدمه كاستشهاد في مطلع كتابه «تحقيقات فلسفية»: «سأعلمك الفروق.»

إن العلاج الكلامي المطرد الذي عرفه فتجنشتاين باسم الفلسفة هو ما يمكننا من تحطيم أصنام المعاني؛ فالفلسفة في نظره نوع من العلاج يمكننا من تحرير تلك الدوال الجامدة المنعزلة غير الواضحة التي التصقت بنا كالعديد من أعراض الاضطرابات العصبية وإعادتها إلى ملعب الاختلافات الذي يشكل صورة ما من صور الحياة، أو إخراجنا من غياهب الضباب إلى الشمس الساطعة، كما يقول فتجنشتاين في موضع آخر؛ إذ يقول: «عندما يأتي الفلاسفة بكلمة ما - «معرفة» أو «كينونة» أو «شيء» أو «أنا» أو «قضية» أو «اسم» - ويحاولون الوصول إلى «جوهر» هذا الشيء، فعلى الإنسان أن يسأل نفسه دائما: هل تستخدم هذه الكلمة فعلا على هذا النحو في سياق اللغة الذي تنتمي إليه؟ فما نفعله هو إعادة الكلمات من استخدامها الميتافيزيقي إلى استخدامها اليومي.»

16

بالتأكيد ثمة فارق رهيب بين تأملات فتجنشتاين البسيطة - التي لا تتجاوز في أدنى أحوالها التركيز على المألوف - والتأملات المنمقة والمعقدة للاكان. إلا أن هدف المحلل النفسي كذلك أن يستعيد المدلولات الضائعة عند هؤلاء الذين أصبحوا في أزمة والذين صار خطابهم من ثم جامدا ومكررا؛ ففك عقدة أحد الاضطرابات العصبية وكشف مدلول مجسد ليسا شيئين مختلفين، بل قد يشكلان في مجال التحليل جانبين لعملية واحدة؛ فمن بين وظائف التحليل النفسي تحريرنا من أي وهم أو تكرار قهري يصيبنا، وتحويل هذا المأزق أو حجر العثرة الكامن في قلب كيان الفرد إلى حجر أساس لشكل جديد من الحياة.

17

Неизвестная страница