357

المراجعة 57

25 المحرم سنة 1330

1 تأويل حديث الغدير

2 القرينة على ذلك

1 حمل الصحابة على الصحة يستوجب تأويل حديث الغدير متواترا، كان أو غير متواتر؛ ولذا قال أهل السنة لفظ المولى يستعمل في معان متعددة ورد بها القرآن العظيم، فتارة يكون بمعنى الأولى، كقوله تعالى مخاطبا للكفار «مأواكم النار هي مولاكم» أي أولى بكم، وتارة بمعنى الناصر، كقوله عز اسمه «ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم» وبمعنى الوارث، كقوله سبحانه «ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون» أي ورثة وبمعنى العصبة، نحو قوله عز وجل «وإني خفت الموالي من ورائي» وبمعنى الصديق «يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا» وكذلك لفظ الولي يجيء بمعنى الاولى بالتصرف كقولنا: فلان ولي القاصر، وبمعنى الناصر والمحبوب، قالوا: فلعل معنى الحديث من كنت ناصره، أو صديقه، أو حبيبه، فإن عليا كذلك، وهذا المعنى يوافق كرامة السلف الصالح وامامة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم أجمعين.

2 وربما جعلوا القرينة على إرادته من الحديث، أن بعض من كان مع علي في اليمن رأى منه شدة في ذات الله، فتكلم فيه ونال منه، وبسبب ذلك قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يوم الغدير بما قام فيه من الثناء على الامام، وأشاد بفضله تنبها الى جلالة قدره، وردا على من تحامل عليه، ويرشد بذلك أنه اشاد في خطابه بعلي خاصة، فقال من كنت وليه فعلي وليه، وبأهل البيت عامة، فقال: «إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي» (1) فكان كالوصية لهم بحفظه في علي بخصوصه، وفي أهل بيته عموما، وقالوا: ليس فيها عهد بخلافة، ولا *** 347 )

Страница 345