59

Веселье в шутках

المراح في المزاح

Исследователь

بسام عبد الوهاب الجابي

Издатель

دار ابن حزم

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٨هـ ١٩٧٧م

Место издания

بيروت

فَانْظُر كَيفَ بلغ بِهَذَا المزج غَايَته وَلسَانه وَعرضه مصون، وَهَذَا مَا ذَكرْنَاهُ فِيمَا مر هُوَ غَايَة مَا يتَسَامَح بِهِ الفضلآء من الخلاعة وإِن كَانَ مستنكر الفحوى وليحذر من أَن يسترسل فِي مزاح عدوة فَيجْعَل لَهُ طَرِيقا إِلَى إعلان المساويء هزلا وَهُوَ مجد، ويفسح لَهُ فِي التشفي مزحا وَهُوَ محق وَانْظُر مزاح الْخَلِيفَة المستعصم وَقَوله لوزيره العلقمي لما خرَّب أَصْحَاب وَلَده الكرخ فِي لعبة الْحمام مَعَ ولد الْوَزير: دع الدُّنيا بِلَا كَرخِ فَخرج مغضبا وَقَالَ: دع الدُّنيا بِلَا بَغْدَاد فَلَمَّا سمع ذَلِك تلافى شَأْنه مَعَه وَقَالَ: كنت أمزح فأظهر الرضى ثمَّ سعى فِي إِحْضَار التتار إِلَى بَغْدَاد حَتَّى جرى مَا هُوَ مَشْهُور فِي بَغْدَاد وَقتل الْخَلِيفَة وَأَصْحَابه وَلَا حول وَلَا قوَّة إِلاّ بِاللَّه والقصة مَشْهُورَة. فالعاقل يربأ بِنَفسِهِ عَن سفساف الْأُمُور

1 / 93