فقال جيمي: «يبدو الأمر مثيرا للاهتمام. هل تستطيع أن تدلني أين أذهب حتى «ألاحق مولي بناظري»؟»
فأجابه قائد الكشافة: «لا، لا أستطيع ذلك أثناء موسم الدراسة. الأمر يسير في العطلات، إلا إن كان الحال سيختلف في العطلة القادمة عن كل العطلات الماضية. في كل العطلات الماضية، لبعض الوقت على الأقل، كانت مولي تعود إلى الديار ثم تذهب في نزهات وتتجول معنا وتستكشف معنا، ونحظى بوقت رائع حقا حين تكون مولي موجودة.» «هل منزلها قريب من هنا؟» سأله جيمي وقد بدأ يهتم بالأمر.
فصاح قائد الكشافة: «حسنا، يا للعجب! لقد عشت شهرا بجوار السيدة كاميرون ولم تحدثك قط عن مولي ولولي ودون؟»
فقال جيمي: «لقد تصادف أننا كلما تحدثنا معا كان حديثنا عن النحل والزهور والطعام. لكنها لم تحدثني كثيرا عن أبنائها.»
فقال له قائد الكشافة: «حسنا، إنهم ليسوا أبناءها. أو على وجه الدقة مولي ودونالد ليسا كذلك. فإن مولي ودونالد توءمان وكان أبوهما والسيد كاميرون شقيقين، وحين تحطم بهما كليهما القارب ليلة العاصفة الكبيرة، حسنا، جاءت السيدة كاميرون بالطفلين إلى منزلها وساعدتهما في دراستهما، حتى استطاعت مولي أن تصبح مدرسة وأمكن لدون الحصول على عمل. إنه كهربائي. يعلم الكثير عن أجهزة الراديو ويضع الأسلاك في مختلف الأماكن. أعتقد أن تلك الأشياء تسمى «تركيبات.» «تركيبات» هي الكلمة الصحيحة، أليس كذلك؟»
فقال جيمي: «تبدو صحيحة. ومن هي لولي؟» «حسنا، لولي ابنة مارجريت كاميرون قبل أن تتزوج. لا بد أنها كانت متزوجة من أحد الرجال، في وقت ما، في مكان ما، ولا أعلم إن كان الموت الذي أقصاه أم قاضي الطلاق. يتراءى لي أحيانا أنني أود أن أصبح قاضي طلاق. سيكون من المسلي أن أسمع الناس وهم يحكون مشكلاتهم ولماذا لا يستطيعون التوافق ومن المسئول ، فإنني أحيانا أرى نساء أود لو أطلقهن تلقائيا من أي رجل. أرى الكثير من النساء اللواتي لا يهتممن بمنازلهن ولا يعتنين بأطفالهن ولا يكترثن بتاتا إن كانت أظفار أقدام أطفالهن مقصوصة أو كانت أذانهم نظيفة، وسائر تلك الأشياء، التي تثير أمي ضجة بشأنها دائما. وبطبيعة الحال، أرى بحق في الحياة أحيانا من الرجال من يستحقون القمع.»
وعندئذ أنزل يديه وأرسلهما بعيدا. فكأن الرجال الذين يستحقون القمع قد قمعوا في تلك اللحظة. «هناك رجال، كما تعلم، تافهون للغاية ويسرفون للغاية في احتساء المشروبات الكحولية المعدة في منزل، أو ربما في أي مكان آخر، حتى إنه لا يمكن لامرأة أن تعيش معهم وتحتفظ بكرامتها البتة. ربما لن يروق لي هذا الأمر. فقد تكون وظيفة متعبة نوعا ما. لست متأكدا من أنني سأود العمل بها. لكن دعني أخبرك بالأشياء التي أريدها بحق: سوف أموت محبطا إن لم يتسن لي قط أن أجول في هذا البلد من المحيط إلى المحيط في سيارة! سيارة من النوع الذي به مقاعد أمامية ترد إلى الوراء وتتحول إلى فراش، وخزانة صغيرة وثلاجة ومطبخ، وحصائر للنوم وكل شيء. ربما أحصل على مقطورة. وقد ألتقط بعض الأشياء من الطريق وأعود بها من أجل حديقة أمي. لا أعلم ما الذي سأفعله على وجه التحديد، لكن تذكر قولي هذا؛ سوف أتحايل على الظروف بطريقة ما حتى أستطيع أن أمضي في خطتي في وقت قريب! لا شك أن أفضل ما في الأمر هو التخييم على جانب الطريق والنوم على الأرض، ومقابلة أناس مختلفين ورؤية البلد، بينما لديك الوقت لرؤيته. فإنك لا تستطيع رؤية الكثير وأنت منطلق في قطار السكك الحديدية، وكل الأماكن التي ترى أنها قد تكون مثيرة للاهتمام قليلا أو ربما بها دب أو غزال، أو قد يكون بها هندي أو قاطع طريق، هي الأماكن التي تنطلق فيها بأقصى سرعة.»
قال جيمي: «هذا حقيقي.» وأضاف: «حقيقي تماما.»
حينئذ جاء الترام فاتجه قائد الكشافة إلى رصيف المحطة قبل أن يتأكد جيمي تماما من أن الرقم والوجهة كانا صحيحين وأن بإمكانه اتباعه. ومرة أخرى في طريقهما للعودة مال قائد الكشافة بحرية على جيمي وانتظر أن يحيطه بذراعه، ثم غط في سبات عميق حتى جاءت اللحظة التي لم يكن فيها بد من الاستيقاظ.
وفي طريقهما بالقرب من كشك السجق عند أحد النواصي شعر جيمي باندفاع طفيف نحوه حين نزل من الترام، فقال لقائد الكشافة: «أتعلم أيها الصغير، إنك «تحمل نفسك ما لا طاقة لك به مثل شمعة تحترق من الناحيتين» بلغة الكبار؟»
Неизвестная страница