وصاح: «لا، لا تفعل ذلك!» وتابع: «ليس مسموحا لي باستخدام أمشاط أناس آخرين. فقد يكون بها رتيلاء (نوع من العناكب) أو هيلية (عظاءة أمريكية ضخمة) أو أخطبوط!»
وضع جيمي المشط مكانه ومد يده. فوضع قائد الكشافة يده القوية المليئة بالندوب النحيلة في يده وسار بجانبه برزانة حتى اجتازا البوابة الأمامية.
حينئذ نظر الطفل لأعلى وقال: «أعتقد أنه من الأفضل أن نفلت يدي من يدك الآن. فربما أفقد عرشي، إذا رآنا أحد من الرفاق. وفتيان الكشافة هم كل ما أستطيع السيطرة عليه هذه الأيام، على أي حال.»
وحين بلغا الترام واتخذا مجلسهما، أحنى جيمي بصره إلى الجسد الجالس بجانبه وخال له أنه نحيف جدا، وأن حالته الجسدية لا ينبغي أن تكون هكذا.
فسأله: «هل تمانع إخباري كم تبلغ من العمر؟»
فقال قائد الكشافة: «لا، لا أمانع. أبلغ من العمر عشر سنوات، ودعني أخبرك بأنني عشتها بالتمام والكمال! لقد عشتها من المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهادئ، وعشت في مدن حيث عليك دائما التهرب من الشرطة، وقطاع الطرق والخاطفين، في خيال أمي. لكن لا يمكن لخاطف أن يلمسني ولو من بعيد. فهم يرون أنني شديد تماما!»
ارتأى جيمي أن أفضل سبيل للحصول على معلومات هو التزام الصمت، فلم ينبس بكلمة. «لقد ركبت سفنا وقوارب وزوارق بخارية وجدفت بزوارق وسافرت في قطارات من نيويورك ليميتد (قطار سريع كان مخصصا للطبقة العليا من المسافرين) إلى قطار ميشنري، وصدقني لقد ظللت منتبها ومصغيا طوال الطريق! حين سافرنا آخر مرة فاتنا قطار ليميتد الذي حجزنا فيه فكان أمامنا إما ركوب قطار ميشنري أو البقاء خمسة أيام في شيكاغو، وما كان أحد منا يستطيع البقاء فأخذنا قطار ميشنري. وقد ناموا جميعا مثل الموتى، أما أنا فلهوت كثيرا، ودعني أخبرك بشيء، لقد زادت نقودي للغاية. إذ كنت أتجول في العربات وأقول بأسلوب لطيف ومهذب للناس الشاعرين بالحر ومتسخين: «سأحضر لكم شربة ماء طيبة باردة مقابل خمسة سنتات.» وإن بدوا في غاية الثراء أجعلها عشرة؛ لأنهم ينخدعون أكثر منا. كان لا بد أن تراهم والخدعة تنطلي عليهم! لقد كسبت الكثير جدا من النقود فجمعتها داخل حقيبتي في مقصورتنا الخاصة، وقد رأتني نانيت فصاحت منادية على أبي، فقلت لنفسي: «سأخسر كل شيء».» «حسنا، وهل حدث ذلك؟» سأله جيمي. «ليس تماما. إذ لم يكن أبي وأمي موجودين. في البداية بدت جامعة التذاكر في حيرة من أمرها، لكنها في النهاية استغرقت في الضحك حين أخبرتها أن المال كان حصيلة استغلال الأغنياء العاطلين لعامة الشعب، فقد كانت شخصية طيبة. وقالت إن باستطاعتي الاحتفاظ به إذا تقاسمته مع دار تقويم العظام. وكنت على استعداد لأن أفعل ذلك.» هنا توقف الكشافة الصغير عن الكلام. ثم تابع: «هل سبق وحمدت الرب لكونك سريع الحركة؟»
قال جيمي بحماس: «أجل!» فابتسم الكشافة الصغير وواصل كلامه: «لقد قمت بالكثير من العمليات الاستكشافية في الأنحاء مع فتيان الكشافة، وقد لازمتني بطبيعة الحال في المدرسة في بعض الأحيان. أما أمي فهي ليست بطيئة للغاية، لكن أبي يمكنك أن تتعلم منه بضعة أشياء! قد تظن أنه رجل غير نشيط! لكن على العكس؛ إنه يعمل محرر أخبار محلية في جريدة كبيرة، وقد ظل طوال عامين يحلق في طائرة استكشاف فوق ألمانيا، ويعلم كيف تصور الأفلام. إن أبي شخص شديد النشاط!»
قال جيمي: «سوف أقابله ذات يوم قريبا.»
رفع الكشافة الصغير عينيه سريعا. «أين؟»
Неизвестная страница