هنا حسم جيمي رأيه في أن الشخص الضئيل قبالته هو بالقطع طفل.
اقترب الشخص الصغير أكثر، وخفض صوته، وسأل في سرية: «متى أخذوه إلى المستشفى؟»
تراجع جيمي للوراء ونظر إلى الطفل متسائلا.
وقال محتجا: «لم أقل إن أحدا أخذ إلى المستشفى.»
أقر الشخص الصغير: «كلا. لم تقل.» وتابع: «لكن لو كنت تعرف سيد النحل مثلما عرفته أنا، طوال الوقت الذي كنا نتعاون فيه، أي منذ كبرت بما فيه الكفاية لتسلق السياج، كنت ستعلم أنه لا يمكن لأي شخص أن يبعده عن حديقته هذه إلى أي مكان إلا المستشفى، وكنت ستعرف أنه لا توجد طريقة ليأخذه بها إلا وهو غير قادر على الحركة.»
قال جيمي: «أظن أن ذلك قريب من الحقيقة.»
في حركة سريعة، أرسل الصبي ذراعيه، مباعدا بينهما وفرق بين أصابعه وهز رأسه على سبيل التوكيد. «إنها الحقيقة بالضبط؛ لأنه ظل شهورا وشهورا بحاجة إلى الذهاب ومن لدى الدكتور جرايسون طلبوا منه الذهاب، وحثوه على الذهاب، وحاولوا أن يرغموه على الذهاب، لكن لم يستطع أي منهم أن يجعله يذهب. كان يظن أنه سيفعل أي شيء في العالم من أجلي. كان يقول إنه سيفعل. ومن ثم حين أدركت أنه لن يذهب ولن يمكن إرغامه على الذهاب» استقام الجسد الصغير فجأة وشد منكبيه للوراء «لم أطلب منه أن يذهب إلى المستشفى. طلبت منه أن يبقى في المنزل ويفعل ما يحلو له»، وهنا ضحك الصغير ضحكة مكتومة؛ «لأنني كنت أعلم جيدا جدا أن هذا ما سوف يفعله على أي حال، فلم أرد أن أفسد امتياز معزتي عنده! فإنك حين تحصل على موقع يجوز لك الاحتفاظ به، يجدر بك الاهتمام قليلا بحماية حدودك.»
لم ير جيمي سببا يمنعه من الضحك، وقد ضحك قبل أن ينتبه لذلك، على أي حال. لكن لم يربك ضحكه الشخص الصغير، ولو قليلا. «متى سيجرون له الجراحة؟»
انزعج جيمي من السؤال. فهز رأسه بطيئا.
وقال: «لا أعلم حتى مما يعاني.»
Неизвестная страница