وسألته: «ما الغرض من الإصرار على ذكر الأمر؟»
ولم يلجأ جيمي إلى حيلة أن يسأل: «ذكر أي أمر؟» إذ كان يعلمه، وكان طبعه الاسكتلندي لا يسمح له بالتظاهر بعدم معرفة شيء وهو يعرفه.
قال جيمي: «إنك لا تستسلمين بسهولة، أليس كذلك؟» وتابع: «لكن أعتقد أنك ما دمت قد قضيت حياتك كلها في هذه التمثيلية فإنك لن تستطيعي التخلص منها تماما في لحظة. وسأشرح لك على أي حال لماذا ألح إلحاحا على ذكر أنك فتاة. أقر بأنك تبدين كثيرا مثل الصبية حتى إنه من الممكن أن يظنك البعض واحدا منهم وأنت تبذلين ما في وسعك لإثبات أنك كذلك. وإنني أؤكد أنك فتاة لأن الرجال أحيانا فيما بينهم يصيرون غليظين بعض الشيء ويقولون أشياء ويأتون تصرفات لا يقولونها ولا يأتونها إن عرفوا أن الطفل الموجود بينهم هو فتاة. إن ما أحاول أن أفعله يا جين هو أن أوفر لك النوع نفسه من الرعاية والحماية النابعتين من المحبة اللتين كنت سأمنحك إياهما لو كنت شقيقتي الصغيرة.»
نظرت جين إلى جيمي وجعلت تتفرسه بإمعان. ثم فاجأته بسؤال غريب. «لن أكون أبدا بالغة ولا كبيرة بما يكفي لأصبح حبيبتك، أليس كذلك؟» سألته السؤال ببساطة كأنها تطلب شربة ماء.
لاحت في مخيلة جيمي في اضطراب صورة الحبيبة التي ستبدو عليها الطفلة التي أمامه بعد عشر أو اثنتي عشرة سنة، فجمح الخيال برأسه قليلا؛ بيد أن الرجال الاسكتلنديين مشهورون بالعقل والرصانة والنزاهة؛ لذا تماسك وأجاب برصانة قائلا: «لا أتخيل أنني قد أريد في العالم حبيبة غيرك يا جين، لكنه لن يكون منصفا لك. فإنني أكبر منك بكثير. والشباب يريد الشباب. وأي شيء خلاف ذلك ظلم. ومن تجاربي في الحياة لاحظت أن الأوضاع تسوء دائما حين يكون الرجل أكبر من المرأة بكثير. ليس من الإنصاف لفتاة أن تربط برجل في عمر أبيها. إذا تزوجت مرة أخرى يوما، فسوف أتزوج من امرأة أقرب لسني.»
سألته جين بهدوء: «هل كانت أم جيمي قريبة جدا من سنك؟»
فقال جيمي: «حسنا، كانت أقرب بكثير منك.» ثم أضاف: «فلتذهبي الآن لتمتطي الخيل وسأمضي أنا لأحصل على حمام شمس، وحين تختارين حصانا سأختار السرج المناسب له، وإنني لست متأكدا تماما من أننا لم نخطئ بطلب الملابس أولا. ربما يجب أن تليق بالحصان هي الأخرى.»
تفكرت جين في الأمر. «حسنا، لا أعتقد أن البدلة ستقص وتفصل في الحال. ربما نستطيع أن نغير الألوان عصر اليوم بالهاتف. كان هناك قماش أسمر في بني مثل ذلك الأزرق في رمادي.»
قال جيمي: «صحيح. ربما نضطر إلى تغييره. فلتفكري في الحصان الآن، وتأكدي من الحصول على الحصان المناسب. فلا نريد أن نكتشف لاحقا أنك حصلت على وحش عضاض يستنزف طاقتك في كل مرة تخرجين به. إنك بحاجة إلى جواد يصبح صديقا لك؛ تجدين فيه بعض الراحة، ويحبك.»
فقالت جين: «أجل، ذلك هو نوع الجواد الذي أريده بالضبط. أريد حصانا يحبني مثل كلب أبي في حبه له.»
Неизвестная страница