سأل الطبيب جيمي: «هل لديك شخص مؤهل لتولي مسئولية طفل حديث الولادة؟»
فرد عليه جيمي قائلا: «لدي امرأة فاضلة منظمة ربت ثلاثة أطفال حتى بلغوا مرحلة النضج.»
فقال الطبيب: «ليكن إذن. أعطيه الطفل.»
اختفت الممرضة وعادت بعد قليل. فوضعت بين ذراعي جيمي قطعة من قماش تفوح منه رائحة الصابون بزيت الزيتون وحمض البوريك المطهر، ملفوف على شيء دافئ وحي ويتحرك. ووضعت حقيبة سفر في متناوله، فاعتمر جيمي قبعته، وضم ذراعيه حول اللفة النابضة بالحياة، والتقط الحقيبة وخرج من الحجرة.
نظرت الممرضة إلى الطبيب ونظر الطبيب إلى الممرضة، وقال كل منهما للآخر: «أيعقل هذا؟»
سأل الطبيب: «ما الذي حدث بينهما في ظنك؟» ثم استأنف قائلا: «إن كانت قد قالت أشياء كتلك عنه، فلماذا تركها، من دون أن يراها ثانية، من دون دمعة ندم، من دون لمسة حنان؟ لقد مررت بالعديد من التجارب الغريبة جدا خلال الثلاثين سنة التي مارست فيها الطب، لكن هذه الحالة تفوقها جميعا. فإنني لا أفهمها!»
فقالت الممرضة: «ولا أنا، والأكثر من ذلك أنني لا أعتقد أنه يفعل. لا بد أن أذهب لأجري اتصالات بالطرف الذي طلب مني استدعاؤه في حال موتها. أعتقد أنها كانت متوعكة بشدة طوال الوقت. وأعتقد أنها جاءت شاعرة أنها لن تنجو، وأعتقد أن ذلك الشعور انتابها لأنها لم تكترث بتاتا سواء عاشت أو لم تعش.»
التقطت الممرضة منشفة وجعلت تمسح يديها بهمة.
وقالت: «يغيظني ذلك النوع من الأشياء أحيانا، حتى إنني أود أن أخرج وأقف على المنصات وفي المنابر، وأود أن أخبر الناس ببعض من الأشياء التي رأيتها وسمعتها. أود أن أقضي يوما بطوله أتحدث مع فتيات هذا البلد. أريد أن أحدثهن عن الأسى وخيبة الرجاء والألم والخزي الذي يخترنه لأنفسهن في حياتهن المستقبلية حين يقررن أن يحدن عن الطريق الضيق القويم ويسمحن لأنفسهن طواعية أن يصبحن لعبة في أيادي الرجال؛ حين يتركن شرفهن يسلب منهن، وحين يسمحن بمحو حسناتهن، وحين يتركن سنوات التربية والرعاية المكللة بالحب التي أنفقت عليهن تذهب هباء، ويجلبن الخزي والعار على أهاليهن، ويفعلن بأرواحهن وأجسادهن ما فعلته هذه الفتاة الميتة المسكينة بروحها وجسدها.»
فقال لها الطبيب: «من الواضح أنك من الناس التي ما زالت تؤمن بالجحيم والخطيئة.»
Неизвестная страница