الفن من علماء الشيعة.
ز- بحوث اخرى حول تاريخ حياة الشهيد الثاني
28- جاء في كتب كثيرة ينتهي جميعها إلى «الدر المنثور» (ج 2/ 183): أن الشهيد الثاني بلغ الاجتهاد في سنة 944 وله 33 سنة.
ولعل هذا غير تام، وتدل القرائن والشواهد بخلافه؛ منها: أن الشهيد قد أجاز والد الشيخ البهائي في سنة 941 (1)، ويقول في هذه الإجازة:
«... فقرأ على هذا الضعيف وسمع كتبا كثيرة في الفقه والاصولين والمنطق وغيرها.
فمما قرأه من كتب أصول الفقه «مبادئ الوصول» و«تهذيب الوصول» ... وشرحه «جامع البين من فوائد الشرحين» ... ومن كتب المنطق رسائل كثيرة منها ... وسمع من كتب الفقه بعض كتاب «الشرائع» و«الإرشاد»، وقرأ جميع كتاب «قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام» ... قراءة مهذبة محققة، جمعت بين تهذيب المسائل وتنقيح الدلائل، حيث ما وسعته الطاقة، واقتضاه الحال، وقرأ وسمع كتبا اخرى» (2).
وتلاحظون أن والد الشيخ البهائي كان قد قرأ عليه وسمع منه كتبا كثيرة. ومن ناحية أخرى فقد عبر الشهيد في هذه الإجازة بتعبيرات يستفاد منها أن تلميذه كان مجتهدا في ذلك التاريخ 941 (3)، كقوله:
«ثم إن الأخ في الله ... والمترقي عن حضيض التقليد إلى أوج اليقين ... عضد الإسلام والمسلمين، عز الدنيا والدين ... ممن انقطع بكليته إلى طلب المعالي ... حتى أحرز السبق في مجاري ميدانه ... وصرف برهة جميلة من زمانه في تحصيل هذا العلم وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم» (4).
«... وآخذ عليه في ذلك بما اخذ علي من العهد بملازمة تقوى الله سبحانه فيما يأتي ويذر، ودوام مراقبته، والأخذ بالاحتياط التام في جميع أموره، خصوصا في الفتيا؛ فإن
Страница 46