د- أساتذة الشهيد الثاني وتلامذته
9- عد بعضهم السيد عبد الرحيم العباسي صاحب «معاهد التنصيص» في زمرة أساتذة الشهيد وقال: «هو ممن طلب العلم لديه الشهيد». بينما لم يتلمذ الشهيد لدى السيد عبد الرحيم أبدا، بل إنما لاقاه في القسطنطنية سنة 952 (1)- وهي من سنت أواخر عمر الشهيد، والطبيعي أن يكون آنذاك غنيا عن الأستاذ- وكان صديقا له ويروي عنه «القاموس». ويقول صاحب «المعالم» في إجازته الكبيرة بهذا الشأن:
«وكان اجتماعه به في قسطنطنية، ورأيت له كتابة إلى الوالد تدل على كثرة مودته له ومزيد اعتنائه بشأنه» (2).
10- ورد في كتب عديدة منها «روضات الجنات» (ج 3/ 359) و«أعيان الشيعة» (ج 7/ 146) و«إحياء الداثر» (/ 229) و«الذريعة» (ج 3/ 136، وج 8/ 76):
«أن ابن العودي تلميذ الشهيد وملازمه بدأت صحبته مع الشهيد من سنة 945 ولازمه حتى سنة 962، أي ثلاث سنين قبل شهادته». بينما يستفاد من موارد متعددة من رسالة ابن العودي أنه قد تشرف بمحضر الشهيد قبل هذا التاريخ (3)- كما مر- ولهذا يبدو لنا أن 945 مصحف من 940، كما صحفت سنة وفاة المحقق الكركي في كلام ابن العودي المنقول في «الدر المنثور» (ج 2/ 140) من 940 إلى 945 ه.
11- قال بعضهم: «كان الشهيد الثاني من تلامذة المحقق الكركي قبل مجيء المحقق الكركي إلى إيران». وهذا أيضا لا يتم؛ فإن الشهيد لم يتتلمذ لدى المحقق الكركي وأيضا ليست له منه إجازة، بل يروي عنه بواسطة كما صرح بهذا ابن العودي (4). ومن الشواهد لهذا ما جاء في إجازة الشهيد لوالد الشيخ البهائي، قال: «وعن الشيخ جمال الدين أحمد- وجماعة من الأصحاب الأخيار- عن الشيخ الإمام المحقق نادرة الزمان ويتيمة الأوان الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي قدس الله تعالى
Страница 22