Избранное из книги 'Запись о последователях по традиции о сподвижниках'
المنتخب من كتاب ذيل المذيل من تأريخ الصحابة والتابعة
Издатель
دار التراث - بيروت
Номер издания
الثانية - 1387 ه
EDITOR|
[ (المنتخب من كتاب ذيل المذيل) من تاريخ الصحابة والتابعين تصنيف محمد بن جرير الطبري]
(بسم الله الرحمن الرحيم)
قال ابو جعفر محمد بن يزيد الطبرى في كتاب ذيل المذيل من تاريخ الصحابه والتابعين
من النساء اللواتي متن قبل الهجره
واما من النساء اللواتي متن قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى، وكانت تكنى أم هند رضى الله عنها، وهند ابن لها من ابى هاله بن النباش بن زراره زوج، كان لها قبل النبي صلى الله عليه وسلم كنيت به، وتوفيت قبل الهجره بثلاث سنين، وهي يومئذ ابنه خمس وستين سنه، كذاك حدثني الحارث عن ابن سعد عن محمد بن عمر عن محمد بن صالح وعبد الرحمن بن عبد العزيز.
وكانت وفاتها في شهر رمضان من هذه السنه، ودفنت بالحجون رحمها الله
Страница 493
وممن مات في سنه ثمان من الهجره
قال: وممن مات في سنه ثمان من الهجره في أولها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت اسن بنات رسول الله ص، وكان سبب وفاتها انها لما اخرجت من مكة الى رسول الله ص، أدركها هبار بن الأسود، ورجل آخر، فدفعها أحدهما فيما قيل فسقطت على صخره فاسقطت، فاهراقت الدم فلم يزل بها وجعها حتى ماتت منه.
قال: وممن قتل منهم جعفر بن ابى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قتل بمؤته شهيدا.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة وابو تميله، عن ابن إسحاق عن يحيى ابن عباد عن أبيه، قال: حدثني أبي الذي أرضعني، وكان أحد بني مرة بن عوف، وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال: والله لكأني انظر الى جعفر ع حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها، فقاتل القوم حتى قتل، وكان جعفر ع أول رجل من المسلمين- فيما قيل- عقر في الاسلام.
قال محمد بن عمر: حدثنى عبد الله بن محمد بن عمر بن على عن ابيه، قال: ضربه- يعنى جعفرا- رجل من الروم فقطعه بنصفين، فوقع احد نصفيه في كرم فوجد في نصفه ثلاثون او بضعه وثلاثون جرحا.
وكان اسلام جعفر ع قبل ان يدخل رسول الله ص دار الارقم، ويدعو فيها، وهاجر الى ارض الحبشه الهجره الثانيه ومعه امراته أسماء بنت عميس، فلم يزل بأرض الحبشه حتى هاجر رسول الله ص الى المدينة، ثم قدم عليه من ارض الحبشه وهو بخيبر سنه سبع وقتل سنه ثمان من
Страница 494
الهجره في جمادى الاولى منها، وهو احد أمراء رسول الله ص على السريه التي وجهها الى الروم، وكان جعفر يكنى أبا عبد الله.
وزيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن إمرئ القيس بن عامر ابن النعمان بن عامر بن عبدود بن عوف بن كنانه بن عوف بن عذره بن زيد اللات ابن رفيده بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعه- واسمه عمرو- بن مالك بن عمرو بن مره بن مالك بن حمير بن سبا ابن يشجب بن يعرب بن قحطان.
ذكر ان أم زيد- وهي سعدى بنت ثعلبه بن عبد عامر بن افلت بن سلسله من بنى معن- من طيئ- زارت قومها وزيد معها، فاغارت خيل لبنى القين بن جسر في الجاهلية، فمروا على ابيات بنى معن رهط أم زيد فاحتملوا زيدا، وهو يومئذ غلام يفعه قد اوصف، فوافوا به سوق عكاظ، فعرضوه للبيع، فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قضى لعمته خديجه بنت خويلد بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول الله ص وهبته له، فقبضه رسول الله ص اليه، وقد كان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده، قال:
بكيت على زيد ولم ادر ما فعل أحي يرجى أم اتى دونه الأجل فو الله ما ادرى وان كنت سائلا اغالك سهل الارض أم غالك الجبل فيا ليت شعرى هل لك الدهر رجعه فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل تذكرنيه الشمس عند طلوعها وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل وان هبت الارواح هيجن ذكره فيا طول ما حزنى عليه وما وجل ساعمل نص العيس في الارض جاهدا ولا اسام التطواف او تسام الإبل حياتي او تأتي على منيتي وكل امرئ فان وان غره الأمل واوصى به عمرا وقيسا كليهما واوصى يزيدا ثم من بعدهم جبل قال: يريد جبله بن حارثة أخا زيد بن حارثة، وكان اكبر من زيد، ويعنى بيزيد أخا زيد لامه، وهو يزيد بن كعب بن شراحيل
Страница 495
وحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال: ابلغوا اهلى هذه الأبيات، فانى اعلم انهم قد جزعوا على، وقال:
الكنى الى قومى وان كنت نائيا ... بانى قطين البيت عند المشاعر
فكفوا من الوجد الذى قد شجاكم ... ولا تعملوا في الارض نص الأباعر
فانى بحمد الله في خير اسره ... كرام معد كابرا بعد كابر
فانطلق الكلبيون، فاعلموا أباه، فقال: ابنى ورب الكعبه، ووصفوا له موضعه وعند من هو، فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه، وقدما مكة فسألا عن النبي ص فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه، فقالا:
يا بن عبد الله يا بن عبد المطلب يا بن هاشم، يا بن سيد قومه: أنتم اهل حرم الله وجيرانه وعند بيته تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ابننا عندك، فامنن علينا، واحسن إلينا في فدائه فانا سنرفع لك في الفداء.
قال: من هو؟ قالوا زيد بن حارثة فقال رسول الله ص:
فهلا غير ذلك؟ قالوا: ما هو؟ قال: ادعوه فاخيره، فان اختاكم فهو لكما بغير فداء وان اختارني فو الله ما انا بالذي اختار على من اختارني أحدا، فقالا: قد زدتنا على النصف واحسنت، فدعاه فقال: تعرف هؤلاء؟ قال: نعم قال: من هما؟
قال: هذا ابى، وهذا عمى، قال: فانا من قد علمت وعرفت، ورايت صحبته لك فاخترنى او اخترهما، فقال زيد: ما انا بالذي اختار عليك أحدا أنت منى مكان الأب والعم، فقالا له: ويحك يا زيد! اتختار العبودية على الحرية، وعلى ابيك وعمك واهل بيتك! قال: نعم، انى قد رايت من هذا الرجل شيئا ما انا بالذي اختار عليه أحدا ابدا، فلما راى ذلك رسول الله ص اخرجه الى الحجر فقال: يا من حضر، اشهدوا ان زيدا ابنى، ارثه ويرثني، فلما راى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا، فدعى زيد بن محمد حتى جاء الله عز وجل بالإسلام، حدثنى بذلك كله الحارث عن ابن سعد عن هشام بن محمد عن ابيه وعن جميل ابن مرثد الطائي وغيرهما.
وقد ذكر بعض الحديث عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس وقال في اسناده،
Страница 496
فزوجه رسول الله ص زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية وأمها اميمه بنت عبد المطلب بن هاشم، فطلقها زيد بعد ذلك فتزوجها رسول الله ص، فتكلم المنافقون في ذلك، وطعنوا فيه، وقالوا: محمد يحرم نساء الولد، وقد تزوج امراه ابنه زيد! فانزل الله عز وجل: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين الى آخر الآية وقال: ادعوهم لآبائهم فدعى يومئذ زيد بن حارثة، ودعى الأدعياء الى آبائهم، فدعى المقداد الى عمرو- وكان يقال له المقداد بن الأسود.
وكان الأسود بن عبد يغوث قد تبناه وقتل زيد في جمادى الاولى من هذه السنه وهو ابن خمس وخمسين سنه، وكان يكنى أبا سلمه فيما قيل، فقال محمد بن عمر: حدثنا محمد بن الحسن ابن اسامه بن زيد، عن ابيه قال: كان بين رسول الله ص وبين زيد عشر سنين، رسول الله ص اكبر منه، وكان زيد رجلا قصيرا آدم شديد الأدمة في انفه فطس، وكان يكنى أبا اسامه، وشهد زيد بدرا وأحدا واستخلفه رسول الله ص على المدينة حين خرج الى المريسيع، وشهد الخندق والحديبية وخيبر، وكان من الرماه المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وثابت بن الجذع من بنى سلمه من الانصار، وهو ثابت بن ثعلبه بن زيد ابن الحارث بن حرام بن كعب، والجذع ثعلبه بن زيد وسمى بذلك فيما قيل لشدة قلبه وصرامته ويقال أيضا ثابت بن ثعلبه الجذع وشهد ثابت العقبه مع السبعين الذين بايعوا رسول الله ص ليله العقبه من الانصار وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة ويوم حنين والطائف وقتل يومئذ شهيدا.
Страница 497
قال: وفي سنه تسع من الهجره
ماتت أم كلثوم ابنه رسول الله ص في شعبان، فصلى عليها رسول الله ص، ونزل في حفرتها- فيما قيل- على بن ابى طالب ع والفضل بن العباس واسامه بن زيد، وهي التي روى عن أم عطية انها قالت: غسلت احدى بنات النبي ص.
وروى عن انس بن مالك ان النبي ص قال لما وضعت في قبرها:
لا ينزل في قبرها احد قارف اهله الليلة، وقال: افيكم احد لم يقارف اهله الليلة؟
فقال ابو طلحه: انا يا رسول الله، فقال: انزل، فنزل.
قال: وفي سنه احدى عشر من الهجره
توفيت فاطمه ابنه محمد ص، لثلاث ليال خلون من شهر رمضان، وهي ابنه تسع وعشرين سنه او نحوها وقد اختلف في وقت وفاتها فروى عن ابى جعفر محمد بن على ع، انه قال: توفيت فاطمة عليها السلام بعد النبي ص بثلاثة اشهر.
واما عبد الله بن الحارث فانه فيما روى يزيد بن ابى زياد عنه، قال: توفيت فاطمه ابنه رسول الله ص بعد رسول الله بثمانية اشهر.
وقال محمد بن عمر: حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة، قال:
وحدثنا ابن جريج عن الزهري عن عروه، ان فاطمه عليها السلام توفيت بعد النبي ص بسته اشهر.
قال ابن عمر: وهو الثبت عندنا
Страница 498
قال: توفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنه احدى عشر.
وذكر عن جعفر بن محمد ع انه قال: كانت كنيه فاطمه عليها السلام أم أبيها.
قال: وابو العاص بن الربيع ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قضى واسمه مقسم وأمه هاله ابنه خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى، وخالته خديجه ابنه خويلد زوج رسول الله ص، وكان رسول الله ص زوجه ابنته زينب ابنه رسول الله قبل الاسلام، فولدت له عليا وامامه، فتوفى على وهو صغير وبقيت امامه فتزوجها على بن ابى طالب ع بعد وفاه فاطمه ابنه محمد رسول الله ص.
وكان ابو العاص بن الربيع فيمن شهد بدرا مع المشركين فاسره عبد الله بن جبير ابن النعمان الأنصاري، فلما بعث اهل مكة في فداء أساراهم قدم في فداء ابى العاص اخوه عمرو بن ربيع.
فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن محمد، قال: حدثنى يحيى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه عباد، عن عائشة، قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أساراهم، بعثت زينب بنت رسول الله ص في فداء ابى العاص بمال، وبعثت فيه بقلاده كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها.
قالت: فلما رآها رسول الله ص رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا، فقالوا: نعم يا رسول الله، فاطلقوه وردوا عليها الذى لها.
ولم يزل ابو العاص معها على شركه حتى إذا كان قبيل الفتح، فتح مكة خرج بتجاره الى الشام وباموال من اموال قريش ابضعوها معه، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا لقيته سريه لرسول الله ص وقيل: ان رسول الله ص كان هو الذى وجه السريه للعير التي كان فيها ابو العاص قافلة من الشام، وكانوا سبعين ومائه راكب، أميرهم زيد بن حارثة، وذلك في جمادى الاولى من سنه ست من الهجره، فأخذوا في تلك العير من الاثقال، وأسروا أناسا ممن كان في العير، فاعجزهم ابو العاص هربا، فلما قدمت السريه بما
Страница 499
أصابوا اقبل ابو العاص من الليل، حتى دخل على زينب ابنه رسول الله ص عليه وسلم فاستجار بها فأجارته في طلب ماله، فلما خرج رسول الله ص الى صلاه الصبح، وكبر وكبر الناس معه، فحدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن رومان، قال: صرخت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع، فلما سلم رسول الله ص من الصلاة، اقبل على الناس، فقال: يايها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا، نعم، [قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم:] ثم انصرف رسول الله ص، فدخل على ابنته زينب، فقال: اى بنيه، اكرمى مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص [فقال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالا، فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له، فإنا نحب ذلك، وان ابيتم ذلك فهو فيء الله الذى افاءه إليكم، وأنتم أحق به،] قالوا:
يا رسول الله بل نرده عليه، قال: فردوا عليه ماله، حتى إن الرجل ليأتي بالحبل، ويأتي الرجل بالشنة والإداوة، حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى ردوا عليه ما له بأسره، لا يفقد منه شيئا ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ما له ممن كان أبضع معه، ثم قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟ قالوا: لا، جزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما، قال:
فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أكل أموالكم، فلما أداها الله عز وجل إليكم وفرغت منها أسلمت- ثم خرج حتى قدم على رسول الله ص.
قال ابن إسحاق: فحدثني داود بن الحصين، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال: رد رسول الله ص زينب بالنكاح الاول لم يحدث
Страница 500
شيئا بعد ست سنين ثم ان أبا العاص رجع الى مكة بعد ما اسلم، فلم يشهد مع النبي ص مشهدا، ثم قدم المدينة بعد ذلك، وتوفى في ذي الحجه سنه اثنتى عشره في خلافه ابى بكر واوصى الى الزبير بن العوام.
قال: وذكر هشام بن محمد ان معروف بن خربوذ المكى حدثه قال: خرج ابو العاص بن الربيع في بعض أسفاره الى الشام، فذكر امراته زينب ابنه رسول الله ص فأنشأ يقول:
ذكرت زينب لما وركت ارما ... فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما
بنت الامين جزاها الله صالحه ... وكل بعل سيثنى بالذي علما
قال: وعكرمه بن ابى جهل- واسم ابى جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم- ذكر محمد بن عمر ان أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة حدثه عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير عن عبد الله بن الزبير، قال: لما كان يوم فتح مكة هرب عكرمه بن ابى جهل الى اليمن، وخاف ان يقتله رسول الله ص، وكانت امراته أم حكيم ابنه الحارث بن هشام امراه لها عقل، وكانت قد اتبعت رسول الله ص، فجاءت الى رسول الله ص فقالت: ابن عمى عكرمه قد هرب منك الى اليمن، وخاف ان تقتله، فآمنه قال: قد آمنته بأمان الله، فمن لقيه فلا يعرض له، فخرجت في طلبه، فأدركته في ساحل من سواحل تهامه، وقد ركب البحر، فجعلت تليح اليه وتقول: يا بن عم، جئتك من اوصل الناس، وابر الناس، وخير الناس لا تهلك نفسك، وقد استامنت لك منه فامنك فقال: أنت فعلت ذلك؟ قالت:
نعم، انا كلمته فامنك، فرجع معها، فلما دنا من مكة [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ياتيكم عكرمه بن ابى جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبوا أباه، فان سب الميت يؤذى الحى، ولا يبلغ الميت] قال: فقدم عكرمه، فانتهى الى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته معه، فسبقته فاستأذنت على رسول الله ص، فدخلت فاخبر عمر رسول الله ص بقدوم
Страница 501
عكرمه فاستبشر، ووثب قائما على رجليه، وما على رسول الله ص رداء، فرحا بعكرمه، وقال: أدخليه، فدخل فقال: يا محمد، ان هذه أخبرتني انك آمنتنى، فقال رسول الله ص: فأنت آمن، قال عكرمه: فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وانك عبد الله ورسوله، وقلت: أنت ابر الناس، واصدق الناس، واوفى الناس، اقول ذلك وانى لمطأطئ راسى استحياء منه ثم قلت: يا رسول الله استغفر لي كل عداوة عاديتكها، او مركب او ضعت فيه، اريد اظهار الشرك، فقال رسول الله ص: اللهم اغفر لعكرمه كل عداوة عادانيها، او مركب او ضع فيه، يريد ان يصد عن سبيلك، قلت:
يا رسول الله، مرني بخير ما تعلم، فاعلمه قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وجاهد في سبيله ثم قال عكرمه: اما والله يا رسول الله، لا ادع نفقه كنت أنفقها في صد عن سبيل الله الا انفقت ضعفها في سبيل الله عز وجل ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيدا يوم اجنادين في خلافه ابى بكر، وقد كان رسول الله ص استعمله عام حجه على هوازن يصدقها، فتوفى رسول الله ص وعكرمه يومئذ بتباله.
قال: وممن هلك سنه اربع عشره من الهجره
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وكان يكنى أبا الحارث بابنه الحارث، وكان نوفل- فيما قيل- اسن من اسلم من بنى هاشم، وكان اسن من عميه حمزه والعباس واسن من اخوته: ربيعه وابى سفيان وعبد شمس بنى الحارث، واسر نوفل بن الحارث ببدر.
قال ابن سعد: أخبرنا على بن عيسى النوفلي عن ابيه، عن عمه إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: لما اسر نوفل ابن الحارث ببدر، [قال له رسول الله ص: افد نفسك يا نوفل، قال: ما لي شيء افدى به يا رسول الله، قال: افد نفسك برماحك التي بجده،
Страница 502
قال: اشهد انك رسول الله، وفدى نفسه بها، وكانت الف رمح،] وآخى رسول الله ص بين نوفل والعباس بن عبد المطلب، وكانا قبل ذلك شريكين في الجاهلية متفاوضين في المال متحابين، وشهد نوفل مع رسول الله ص فتح مكة وحنينا والطائف، وثبت يوم حنين مع رسول الله ص، واعان رسول الله ص في غزوه حنين بثلاثة آلاف رمح، فقال له رسول الله ص: كأني انظر الى رماحك يا أبا الحارث تقصف اصلاب المشركين.
وتوفى نوفل بن الحارث بعد ان استخلف عمر بن الخطاب بسنه وثلاثة اشهر فصلى عليه عمر، ثم مشى معه الى البقيع، حتى دفن هناك.
وابو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، كان أخا رسول الله ص من الرضاعه ارضعته حليمه أياما وكان يألف رسول الله ص فلما بعث رسول الله ص عاداه وهجاه وهجا اصحابه، فمكث عشرين سنه مناصبا لرسول الله، لا يتخلف عن موضع تسير فيه قريش لقتال رسول الله ص فلما ذكر شخوص رسول الله ص الى مكة عام الفتح القى الله عز وجل في قلبه الاسلام، فتلقى رسول الله ص تلقيه قبل نزوله الأبواء، فاسلم هو وابنه جعفر، وخرج مع رسول الله ص، فشهد فتح مكة وحنينا.
قال ابو سفيان: فلما لقينا العدو بحنين اقتحمت عن فرسي وبيدي السيف صلتا، والله يعلم انى اريد الموت دونه، وهو ينظر الى فقال العباس: يا رسول الله، هذا اخوك وابن عمك ابو سفيان بن الحارث، فارض عنه، قال: قد فعلت، فغفر الله عز وجل له عداوة عادانيها، ثم التفت الى فقال: أخي لعمري! فقبلت رجله في الركاب.
قالوا: ومات ابو سفيان بن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث باربعه اشهر الا ثلاث عشره ليله، ويقال: بل مات سنه عشرين وصلى عليه
Страница 503
عمر بن الخطاب، ودفن في ركن دار عقيل بن ابى طالب بالبقيع، وكان هو الذى حفر قبر نفسه قبل ان يموت بثلاثة ايام.
قال: وممن قتل في سنه ست عشره
سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن اميه بن زيد، وهو الذى يقال له: سعد القارئ، ويكنى أبا زيد، وهو احد السته الذين روى عن انس بن مالك انهم جمعوا القرآن على عهد رسول الله ص، شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص، وقتل يوم القادسية شهيدا سنه ست عشره، وهو ابن اربع وستين سنه.
وفيها كانت وفاه مارية أم ابراهيم بن رسول الله ص فصلى عليها عمر بن الخطاب، وقبرها بالبقيع.
ذكر من قتل او مات منهم في سنه ثلاث وعشرين من الهجره
قال: منهم عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وكان يكنى أبا حفص.
قال ابن سعد: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن ابيه، عن صالح ابن كيسان، قال: قال ابن شهاب: بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر: الفاروق، وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم ولم يبلغنا ان رسول الله ص ذكر من ذلك شيئا.
قال ابن عمر: حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال:
طعن عمر يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، ودفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنه اربع وعشرين.
قال: وممن توفى سنه اثنتين وثلاثين من الهجره
الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، أخو عبيده بن الحارث الذى بارز عتبة بن ربيعه يوم بدر، وشهد الطفيل بن الحارث بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله ص، وتوفى سنه اثنتين وثلاثين وهو ابن سبعين سنه.
والحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، وهو أخو عبيده والطفيل ابنى الحارث، توفى في هذه السنه بعد أخيه الطفيل باشهر، وقد شهد الحصين بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله ص.
والعباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله ص أمه نتيلة ابنه جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناه ابن عامر وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط بن هنب بن افصى بن دعمى بن جديله بن اسد بن ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان.
وكان العباس يكنى أبا الفضل، وكان الفضل اكبر ولده، وكان العباس- فيما قيل- اسن من رسول الله ص بثلاث سنين ولد رسول الله ص عام الفيل، وولد العباس رحمه الله قبل ذلك بثلاث سنين، وشهد العباس مع رسول الله ص فتح مكة وحنينا والطائف وتبوك، وثبت معه يوم حنين في اهل بيته حين انكشف الناس عنه.
قال ابن عمر: حدثنا خالد بن القاسم البياضي، قال: أخبرني شعبه مولى ابن عباس، قال: كان العباس معتدل القناه، وكان يخبرنا عن عبد المطلب انه مات وهو اعدل قناه منه، وتوفى العباس يوم الجمعه لاربع عشره ليله خلت من رجب سنه ثنتين وثلاثين في خلافه عثمان بن عفان، وهو ابن ثمان وثمانين سنه، ودفن بالبقيع في مقبره بنى هاشم.
وذكر ان الذى ولى غسل العباس حين مات على بن ابى طالب وعبد الله وعبيد الله وقثم بن العباس وروى عن محمد بن على انه كان يقول: مات العباس بن عبد المطلب سنه اربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان ودفن بالبقيع.
Страница 504
ذكر من مات او قتل منهم في سنه ثلاث وثلاثين من الهجره
قال: منهم المقداد بن عمرو بن ثعلبه بن مالك بن ربيعه بن ثمامة بن مطرود ابن عمرو بن سعد بن زهير- وكان بعضهم يقول ابن سعد بن دهير- بن لؤي بن ثعلبه ابن مالك بن الشريد بن اهون بن فاس بن دريم بن القين بن اهود بن بهراء بن عمرو ابن الحاف بن قضاعه وكان يكنى أبا معبد.
وكان حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري في الجاهلية فتبناه، فكان يقال له: المقداد بن الأسود فلما نزل القرآن: ادعوهم لآبائهم: قيل له المقداد بن عمرو.
وهاجر المقداد الى ارض الحبشه الهجره الثانيه في روايه ابن إسحاق وابن عمر، وشهد المقداد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص وكان من الرماه المذكورين من اصحاب رسول الله ص.
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا موسى بن يعقوب، عن عمته عن أمها كريمه ابنه المقداد، انها وصفت أباها لهم، فقالت: كان رجلا طوالا آدم ذا بطن كثير شعر الراس يصفر لحيته وهي حسنه، ليست بالعظيمة ولا بالخفيفة، اعين مقرون الحاجبين اقنى قالت: ومات المقداد بالجرف على ثلاثة اميال من المدينة، فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة، وصلى عليه عثمان بن عفان وذلك سنه ثلاث وثلاثين، وكان يوم مات ابن سبعين سنه او نحوها.
قال ابن سعد: وأخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه، عن ابى فائد، ان المقداد بن الأسود شرب دهن الخروع فمات
Страница 506
قال: وممن قتل في سنه ست وثلاثين من الهجره
الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى كان قديم الاسلام قيل كان رابعا او خامسا حين اسلم، واسلم- فيما ذكر هشام بن عروه عن ابيه، قال: - اسلم الزبير، وهو ابن ست عشره سنه، ولم يتخلف عن غزوه غزاها رسول الله ص، وقتل وهو ابن بضع وخمسين سنه قال: وهاجر الى ارض الحبشه الهجرتين معا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين ابن مسعود، وكان- فيما ذكر- رجلا ليس بالطويل، ولا بالقصير، خفيف اللحية، اسمر اللون اشعر.
حدثنى الحارث قال حدثنا عبد الله بن مسلمه بن قعنب قال: حدثنا سفيان ابن عيينه قال: اقتسم ميراث الزبير على اربعين الف الف وقالوا: خرج الزبير يوم الجمل، وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة من هذه السنه بعد الوقعه على فرس له يقال له ذو الخمار، منطلقا نحو المدينة، فقتل بوادي السباع، ودفن هنالك وذكر عن عروه انه قال: قتل ابى يوم الجمل، وقد زاد على الستين اربع سنين.
وطلحه بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مره، وكان يكنى أبا محمد، وأمه الصعبه ابنه عبد الله الحضرمى قتل يوم الجمل، قتله مروان بن الحكم، وكان له ابن يقال له محمد، وهو الذى يدعى السجاد، وبه كان طلحه يكنى، وقتل مع ابيه طلحه يوم الجمل، وكان طلحه قديم الاسلام، ولم يشهد بدرا.
Страница 507
ذكر من مات او قتل منهم في سنه سبع وثلاثين من الهجره
منهم عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبه بن عوف بن حارثة بن عامر الاكبر بن يام بن عنس، وهو زيد ابن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وبنو مالك بن أدد من مذحج.
ذكر ان ياسر بن عامر ربى عمار بن ياسر واخويه الحارث ومالكا، قدموا من اليمن الى مكة، في طلب أخ لهم، فرجع الحارث ومالك الى اليمن، واقام ياسر بمكة، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وزوجه ابو حذيفة أمه له، يقال لها سميه بنت خباط، فولدت له عمارا فاعتقه ابو حذيفة، ولم يزل ياسر وعمار مع ابى حذيفة الى ان مات وجاء الله بالإسلام فاسلم ياسر وسميه وعمار واخوه عبد الله بن ياسر، وكان لياسر ابن اكبر من عمار وعبد الله يقال له حريث، فقتلته بنو الديل في الجاهلية، وخلف على سميه بعد ياسر الأزرق، وكان روميا غلاما للحارث بن كلده الثقفى، وهو ممن خرج يوم الطائف الى النبي ص مع عبيد اهل الطائف وفيهم ابو بكره، فاعتقهم رسول الله ص فولدت للأزرق سلمه بن الأزرق، فهو أخو عمار لامه، ثم ادعى ولد سلمه ان الارزق بن عمرو بن الحارث بن ابى شمر من غسان وانه حليف لبنى اميه وشرفوا بمكة، وتزوج الأزرق وولده في بنى اميه، كان لهم منهم اولاد وكان عمار يكنى أبا اليقظان، وهاجر عمار بن ياسر في قول جميع من ذكرت من اهل السير الى ارض الحبشه الهجره الثانيه.
وذكر ابن عمر عن عبد الله بن جعفر ان رسول الله ص آخى بين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان، قال عبد الله بن جعفر: ان لم يكن حذيفة شهد بدرا، فان اسلامه كان قديما، وقالوا جميعا: شهد عمار بن ياسر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص قال ابن عمر:
Страница 508
حدثنى عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر.
قال: رايت عمار بن ياسر يوم اليمامه على صخره وقد اشرف، يصيح: يا معشر المسلمين، امن الجنه تفرون؟ انا عمار بن ياسر، هلم الى، وانا انظر الى اذنه قد قطعت فهى تذبذب وهو يقاتل أشد القتال.
قال ابن عمر: وحدثنى عبد الله بن ابى عبيده عن ابيه، عن لؤلؤه مولاه أم الحكم بنت عمار بن ياسر، قالت: لما كان اليوم الذى قتل فيه عمار، والراية يحملها هاشم بن عتبة، وقد قتل اصحاب على ع ذلك اليوم حتى كانت العصر، ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه، وقد جنحت الشمس للغروب، ومع عمار ضيح من لبن ينتظر وجوب الشمس ان يفطر، فقال حين وجبت الشمس وشرب الضيح: سمعت رسول الله ص يقول: آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن قال: ثم اقترب فقاتل حتى قتل وهو ابن اربع وتسعين سنه رحمه الله.
قال ابن عمر: حدثنى عبد الله بن الحارث، عن ابيه، عن عماره بن خزيمة ابن ثابت، قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا، وشهد صفين وقال: انا لا أضل ابدا، حتى يقتل عمار فانظر من يقتله، [فانى سمعت رسول الله ص يقول: تقتله الفئة الباغيه،] قال: فلما قتل عمار قال خزيمة:
قد بانت لي الضلالة، ثم اقترب فقاتل حتى قتل.
وكان الذى قتل عمار بن ياسر ابو غاديه المزنى، طعنه برمح فسقط وكان يومئذ يقاتل في محفه فقتل يومئذ وهو ابن اربع وتسعين فلما وقع أكب عليه رجل آخر فاحتز راسه فاقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول: انا قتلته، فقال عمرو ابن العاص: والله ان يختصمان الا في النار، فسمعها منه معاويه فلما انصرف الرجلان قال معاويه لعمرو: ما رايت مثل ما صنعت، قوم بذلوا انفسهم دوننا تقول لهما: انكما تختصمان في النار! فقال عمرو: هو والله ذاك، والله انك
Страница 509
لتعلمه ولوددت انى مت قبل هذا بعشرين سنه.
قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن جعفر، عن ابن ابى عون قال: قتل عمار وهو ابن احدى وتسعين سنه، وكان اقدم في الميلاد من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وكان اقبل اليه ثلاثة نفر: عقبه بن عامر الجهنى وعمر بن الحارث الخولاني، وشريك بن سلمه المرادى، فانتهوا اليه جميعا وهو يقول: والله لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا انا على حق وأنتم على باطل، فحملوا عليه جميعا فقتلوه.
وزعم بعض الناس ان عقبه بن عامر هو الذى قتله، ويقال: بل الذى قتله عمر بن الحارث الخولاني.
قال أبو جعفر: وأما هشام بن محمد، فانه ذكر عن ابى مخنف، ان عمارا لم يزل بهاشم بن عتبة حتى حمل ومع هاشم اللواء، فنهض عمار في كتيبته، ونهض اليه ذو الكلاع في كتيبته، فاقتتلوا فقتلا جميعا، واستؤصلت الكتيبتان، وحمل على عمار حوى السكسكى وابو غاديه المزنى فقتلاه، فقيل لأبي الغاديه: كيف قتلته؟ قال: لما دلف إلينا في كتيبته ودلفنا اليه نادى: هل من مبارز؟ فبرز اليه رجل من السكاسك، فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار السكسكى، ثم نادى:
هل من مبارز؟ فبرز اليه رجل من حمير فاضطربا بسيفيهما، فقتل عمار الحميرى واثخنه الحميرى ونادى: من يبارز؟ فبرزت، فاختلفنا ضربتين، وقد كانت يده ضعفت فانتحى عليه بضربه اخرى، فسقط، فضربته بسيفي حتى برد قال:
ونادى الناس: قتلت أبا اليقظان، قتلك الله! فقلت: اذهب إليك فو الله ما أبالي من كنت، وبالله ما اعرفه يومئذ، فقال له محمد بن المنتشر: يا أبا الغاديه خصمك يوم القيامه مازندر- يعنى ضخما-، قال: فضحك.
قال ابن عمر: وحدثنا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن ابيه عن لؤلؤه مولاه أم الحكم بنت عمار، انها وصفت لهم عمارا، فقالت: كان رجلا آدم
Страница 510
طوالا مضطربا، اشهل العينين ، بعيد ما بين المنكبين، وكان لا يغير شيبه.
قال ابن عمر: الذى اجمع عليه في عمار انه قتل رحمه الله مع على بن ابى طالب ع بصفين في صفر سنه سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين، ودفن هنالك بصفين.
وعبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعه بن جرى بن عامر بن مازن بن عدى بن عمرو بن ربيعه شهد مع النبي ص فتح مكة وحنينا وتبوك، وقتل يوم صفين مع امير المؤمنين على بن ابى طالب ع.
وخزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبه بن ساعده بن عامر بن غيان بن عامر ابن خطمه بن جشم بن مالك بن الأوس، وهو ذو الشهادتين، يكنى أبا عماره.
وكان لخزيمه اخوان، يقال لأحدهما: وحوح وللآخر عبد الله، وكانت رايه خطمه بيده في غزوه الفتح، وشهد خزيمة مع على بن ابى طالب ع صفين، وقتل يومئذ سنه سبع وثلاثين من الهجره.
وسعد بن الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، وهو عامر بن مالك بن النجار، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد مع على بن ابى طالب ع صفين، وقتل يومئذ وهو أخو ابى جهيم بن الحارث بن الصمة.
وابو عمره، واسمه بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو ابن مبذول، وهو ابو عبد الرحمن بن ابى عمره، الذى روى عن عثمان بن عفان، وقتل ابو عمره بصفين مع على بن ابى طالب ع.
وهاشم بن عتبة بن ابى وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة اسلم بن هاشم بن عتبة يوم فتح مكة وهو المرقال، وكان اعور فقئت عينه يوم اليرموك، وهو ابن أخي سعد بن ابى وقاص شهد صفين مع على بن ابى طالب ع وكان يومئذ على الرجاله، وهو الذى يقول:
أعور يبغي أهله محلا ... قد عالج الحياة حتى ملا.
لا بد أن يفل او يفلا
Страница 511
وقتل يوم صفين.
وابو فضالة الأنصاري، من اهل بدر، قتل مع على ع بصفين.
وسهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبه بن عمرو بن الحارث بن مجدعه ابن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف، ويكنى أبا سعد، وقيل: يكنى أبا عبد الله، وجده عمرو بن الحارث، وهو الذى يقال له: بحزج.
[وشهد سهل بدرا وأحدا، وثبت مع رسول الله ص يوم احد حين انكشف الناس عنه، وبايعه على الموت، وجعل ينضح يومئذ بالنبل، عن رسول الله ص، فقال رسول الله ص: نبلوا سهلا، فانه سهل] وشهد أيضا الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص، وشهد سهل بن حنيف صفين مع على بن ابى طالب ع.
قال ابن عمر: حدثنى عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن محمد بن ابى امامه ابن سهل عن ابيه، قال: مات سهل بن حنيف بالكوفه سنه ثمان وثلاثين وصلى عليه على بن ابى طالب ع.
ذكر من مات منهم او قتل سنه اربعين
فممن قتل منهم فيها امير المؤمنين على بن ابى طالب ع واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى، وكان يكنى أبا الحسن ضرب- فيما قيل- ليله الجمعه لسبع عشره خلت من شهر رمضان منها، ومات ليله الأحد لإحدى عشره بقيت منه منها، وقد مضت اخباره في كتابنا المسمى المذيل.
وذكر عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروه، انه قال: سالت أبا جعفر محمد ابن على ع قال: قلت: ما كانت صفه على ع؟ قال: رجل آدم شديد الأدمة ثقيل العينين ذو بطن، أصلع، هو إلى القصر أقرب.
Страница 512
ذكر من هلك منهم سنه خمسين
قال: منهم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وكان يكنى أبا الأعور، وكان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل قد فارق دين قومه من قريش، وتوفى وقريش تبنى الكعبه، وذلك قبل ان يوحى الى رسول الله ص بخمس سنين، [فروى عن النبي ص انه قال: يبعث أمه وحده،] واسلم سعيد بن زيد قبل ان يدخل رسول الله ص دار الارقم، وقبل ان يدعو فيها، وشهد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص، ولم يشهد بدرا.
وذكر ابن عمر ان عبد الملك بن زيد من ولد سعيد بن زيد، حدثه عن ابيه، قال: توفى سعيد بن زيد بالعقيق، فحمل على رقاب الرجال، فدفن بالمدينة ونزل في حفرته سعد وابن عمر وذلك سنه خمسين او احدى وخمسين وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنه، وكان رجلا طوالا آدم اشعر.
والمغيره بن شعبه بن ابى عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو ابن سعد بن عوف بن ثقيف، واسمه قسى بن منبه بن بكر بن هوازن بن عكرمه ابن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار، وكان يكنى أبا عبد الله، وكان يقال له: مغيره الرأي، كان داهيه، وقدم على النبي ص فاسلم واقام معه حتى اعتمر عمره الحديبية في ذي القعده سنه ست من الهجره.
وذكر ابن عمر ان عبد الله بن محمد بن عمر بن على حدثه عن ابيه، قال:
فال على ع: لما القى المغيره بن شعبه خاتمه في قبر رسول الله ص، قلت: لا يتحدث الناس انك نزلت في قبر رسول الله، ولا تحدث أنت الناس ان خاتمك في قبره، فنزل على ع وقد راى موقعه، فتناوله، فدفعه اليه
Страница 513