Избранное в толковании Корана
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
Жанры
40- ولما سيقت إليه هذه البشرى، اتجه إلى ربه متشوقا إلى معرفة الكيفية التى يكون بها هذا الغلام، مع عدم توافر الأسباب العادية لكبر سنه وعقم زوجه، ورد الله عليه بأنه متى شاء أمرا أوجد له سببه ، أو خلقه بغير الأسباب المعروفة. فهو يفعل ما يشاء.
41- فدعا زكريا ربه أن يجعل له علامة لتحقق هذه البشرى، فأجابه الله بأن علامتك أن تعجز عن كلام الناس ثلاثة أيام إلا بالإشارة إليهم بما تريد، وثابر على ذكر ربك وتنزيهه فى المساء والصباح.
42- واذكر - أيها النبى - إذ قالت الملائكة: يا مريم إن الله اختارك لتكونى أم نبيه، وطهرك من كل دنس، وخصك بأمومتك لعيسى بفضل على كل نساء العالمين.
43- وهذا يا مريم يستوجب منك الشكر لربك، فالزمى طاعته، وصلى له، وشاركى الذين يعبدونه ويصلون له.
[3.44-48]
44- ذلك الذى قصه القرآن عليك يا محمد من الأخبار العظيمة عمن اصطفاهم الله، هو من الغيب الذى أوحى الله به إليك. وما كنت حاضرا معهم وهم يقترعون بالسهام ليعلم بالقرعة من يقوم بشئون مريم، وما كنت معهم وهم يختصمون فى نيل هذا الشرف العظيم.
45- اذكر - أيها النبى - إذ بشرت الملائكة مريم بمولود خلقه الله بكلمة منه على غير السنة العادية فى التوالد، اسمه المسيح عيسى ابن مريم، وقد خلقه الله ذا مكانة فى الدنيا بالنبوة والبراءة من العيوب، وفى الآخرة بعلو درجته مع الصفوة المقربين إلى الله من النبيين أولى العزم.
46- وميزه الله بخصائص، فكان يكلم الناس وهو طفل فى مهده كلاما مفهوما حكيما، كما يكلمهم وهو رجل سوى، من غير تفاوت بين حالتى الطفولة والكهولة. وكان ممن منحهم الله الصلاح.
47- قالت مريم - متعجبة من وجود الولد على غير نظام التوالد-: من أين يكون لى ولد ولم يمسسنى رجل؟ فذكر الله تعالى لها أنه يخلق ما يشاء بقدرته غير مقيد بالأسباب العادية، فإنه إذا أراد شيئا أوجده بتأثير قدرته فى مراده من غير افتقار إلى موجب آخر.
48- والله يعلم هذا الوليد الكتابة، والعلم الصحيح النافع، والتوراة (كتاب موسى) والإنجيل الذى أوحاه الله إليه.
Неизвестная страница