Избранное в толковании Корана
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
Жанры
242- بمثل هذه البيانات والتشريعات الواضحة المحققة للمصلحة، يبين الله لكم أحكامه ونعمه وآياته لتتدبروها وتعملوا بما فيها من الخير .
243- تنبه أيها النبى إلى القصة العجيبة واعلمها، وهى حالة القوم الذين خرجوا من ديارهم فرارا من الجهاد خشية الموت فيه وهم ألوف كثيرة فقضى الله عليهم بالموت والهوان من أعدائهم، حتى إذا استبسلت بقيتهم وقامت بالجهاد أحيا الله جماعتهم به، وإن هذه الحياة العزيزة بعد الذلة المميتة من فضل الله الذى يستوجب الشكران، ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
244- وإذا علمتم أن الفرار من الموت لا ينجى منه، فجاهدوا وابذلوا أنفسكم لإعلاء كلمة الله، وأيقنوا أن الله يسمع ما يقول المتخلفون وما يقول المجاهدون، ويعلم ما يضمر كل فى نفسه فيجازى بالخير خيرا وبالشر شرا.
[2.245-247]
245- والجهاد فى سبيل الله يحتاج إلى المال فقدموا أموالكم، فأى امرئ لا يبذل أمواله لله طيبة بها نفسه وقد وعده الله أن يردها عليه مضاعفة أضعافا كثيرة؟ والرزق بيد الله فيضيق على من يشاء ويوسع لمن يشاء لما فيه مصلحتكم، وإليه مصيركم فيجازيكم على ما بذلتم، ومع أن الرزق من فضل الله وعنايته وأنه هو الذى يعطى ويمنع، سمى المنفق مقرضا للحث على الإنفاق والتحبيب فيه، وتأكيد الجزاء المضاعف فى الدنيا والآخرة.
246- تنبه إلى النبأ العجيب عن جماعة من بنى إسرائيل بعد عهد موسى طلبوا من نبيهم فى ذلك الوقت أن يجعل عليهم حاكما يجمع شملهم بعد تفرق ويقودهم تحت لوائه إعلاء لكمة الله واستردادا لعزتهم، سألهم ليستوثق من جدهم فى الأمر: ألن تجبنوا عن القتال إذا فرض عليكم؟.. فأنكروا أن يقع ذلك منهم قائلين: وكيف لا نقاتل لاسترداد حقوقنا وقد طردنا العدو من أوطاننا؟.. فلما أجاب الله رغبتهم وفرض عليهم القتال أحجموا إلا جماعة قليلة منهم، وكان إحجامهم ظلما لأنفسهم ونبيهم ودينهم، والله يعلم ذلك منهم وسيجزيهم جزاء الظالمين.
247- وقال لهم نبيهم: إن الله استجاب لكم فاختار طالوت حاكما عليكم. فاعترض كبراؤهم على اختيار الله قائلين: كيف يكون ملكا علينا ونحن أولى منه، لأنه ليس بذى نسب ولا مال، فرد عليهم نبيهم قائلا: إن الله اختاره حاكما عليكم لتوافر صفات القيادة فيه، وهى سعة الخبرة بشئون الحرب، وسياسة الحكم مع قوة الجسم؛ والسلطان بيد الله يعطيه من يشاء من عباده ولا يعتمد على وراثة أو مال، وفضل الله وعلمه شامل، يختار ما فيه مصالحكم.
[2.248-250]
248- وقال لهم نبيهم: إن دليل صدقى على أن الله اختار طالوت حاكما لكم هو أن يعيد إليكم صندوق التوراة الذى سلب منكم تحمله الملائكة، وفيه بعض آثار آل موسى وآل هارون الذين جاءوا بعدهما، وفى إحضاره تطمئن قلوبكم، وإن فى ذلك لدليلا يدفعكم إلى اتباعه والرضا به إن كنتم تذعنون للحق وتؤمنون به.
249- فلما خرج بهم طالوت قال لهم: إن الله مختبركم بنهر تمرون عليه فى طريقكم فلا تشربوا منه إلا غرفة، فمن شرب منه أكثر من ذلك فليس من جيشنا ولا من جمعنا لخروجه عن طاعة الله، ولن يصحبنى إلا من لم يشرب منه أكثر من غرفة، فلم يصبروا على هذا الاختبار وشربوا منه كثيرا إلا جماعة قليلة، فاصطحب هذه القلة الصابرة واجتاز بها النهر، فلما ظهرت لهم كثرة عدد عدوهم قالوا: لن نستطيع اليوم قتال جالوت وجنوده لكثرتهم وقلتنا. فقال نفر منهم - ثبت الله قلوبهم لرجائهم فى ثواب الله عند لقائه - لا تخافوا فكثيرا ما انتصرت القلة المؤمنة على الكثرة الكافرة، فاصبروا فإن نصر الله يكون للصابرين.
Неизвестная страница