239

Мунсиф

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Издатель

دار إحياء التراث القديم

Номер издания

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Год публикации

أغسطس سنة ١٩٥٤م

محولة. الدليل على ذلك "طويل: وطُوَال"؛ لأن "فعلت" يجيء منه الاسم على "فَعِيل، وفُعَال" نحو "ظرُف فهو ظَرِيف، وكرم فهو كريم" وهذا أكثر من أن يؤتى عليه. وقالوا: "سريع وسُرَاع، وخفيف وخفاف" فـ "فَعِيل، وفَعَال" أختان في باب "فَعُلت". قال أبو الفتح: قوله: فاعتلت١ من "فعُلت" غير محولة، يريد: أنها لم تكن في الأصل "طَوَلْت"، ثم نُقلت إلى "طَوُلت" كما تقول: إن أصل "قُمت: قَوَمت" ثم حُوِّلت إلى "قوُمت"، بل أصل "طلت: طَوُلت"، قال: لأنهم يقولون: "طويل"، فجرى ذلك مجرى "كرم فهو كريم". ووجه آخر يقوي أن "طُلت: فَعُلت"، وذلك أنها نقيضة "قصُرت"، فكما أن "قصرت: فعُلت" فكذلك "طلت"؛ لأنهم مما يجرون الشيء مجرى نقيضه، وذلك قولهم: "قلما تقولن" فأدخلوا النون لمكان النفي ثم قالوا في نقيضه: "كثر ما تقولن"، ولا نفي في كثر فأجري مجرى قَلّ الذي فيه معنى النفي. ومن ذلك قولهم في الخبر: "كم رجل قام؟ " فجروا رجلا؛ لأنهم أجروا كم مجرى رب، "لأن" رُبّ للتقليل، و"كم" للتكثير. وقالوا: "طويل" كما قالوا: "قصير، وحديث، وقديم، وضعيف، وقوي" فهذا مطرد فاشٍ في اللغة. فهذا أيضا يقوي أن "طُلت: فعُلت"؛ لأنها نقيضة "قصُرت". فأما ذكره٢: "خَفِيف، وخُفَاف" في هذا الموضع، فإنما أراد به أن "فعيلا، وفعالا" كثيرا ما يصطحبان، ولم يرد به أن خفيفا فعله "فعُل" هذا

١ ظ، ش: واعتلت. ٢ ظ: فأما ما ذكره.

1 / 239