202

Мунсиф

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Издатель

دار إحياء التراث القديم

Номер издания

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Год публикации

أغسطس سنة ١٩٥٤م

ياء أجدر، إذ قد تم مضارع "فَعِل" مما فاؤه واو في قولهم١: "وحل يوحل، ووجل يوجل"١. فلهذا كان "يَئِس ييأَس" أجدر من "وَحِل يوحَل". وقوله: فهذا هو المطرد، يعني: أن هذا هو الكثير، وفيه لغات سنذكرها. ما ورد عن العرب في مضارع "وجل": قال أبو عثمان: وقد قال قوم من العرب: "وجل يَيْجل، ووحل ييحل"، وذلك أنهم استثقلوا واوا ساكنة بعد ياء، فأبدلوا منها ياء، وشبهوا هذا بـ "ميت" حين٢ كرهوا "مَيْوِت" وإن كان ليس مثله. وقد قال قوم: "يِيحل، وييجل" فكسروا الياء لتنقلب الواو ياء؛ لأن الواو الساكنة إذا انكسر ما قبلها أبدلت ياء، نحو: "مِيزان، وميقات، وميعاد" وهذا أقيس، وفيه بعد لكسرة الياء. وقد قال قوم: "وجل ياجل"، فجعلوها ألفا لانفتاح ما قبلها، وكرهوا الواو مع الياء. قال أبو الفتح: قوله: وإن كان ليس مثله، يريد: أن "ميتا" إنما انقلبت واوه لوقوع الياء الساكنة قبلها، وأصله: "مَيْوِت، ويَوْجَل" بضد "مَيْوِت"؛ لأن الواو من "يوجَل" هي الساكنة والياء قبلها متحركة. وهذا لا يوجب القلب، ولكن وجه الشبه بينهما اجتماع الواو والياء، وأن٣

١، ١ زيادة من ظ، ش. ٢ ظ، ش: حيث. ٣ ظ، ش: أن.

1 / 202