116

Мунсиф

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Издатель

دار إحياء التراث القديم

Номер издания

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Год публикации

أغسطس سنة ١٩٥٤م

ولو جاز لمدعٍ أن يقول: إن أصل ألق: وُلِقَ من غير دلالة، ومع أن الهمزة ثابتة في تصريف الكلمة بحيث لا موجبا١ للقلب، لجاز لآخر أيضًا أن يقول: إن أصل أُخذ: وُخذ، وإن أصل أُم: وُم، وإن أصل أُكل: وُكل، من غير دلالة ولا ثَبَت. ولو جاز ذلك لخرج هذا الأمر من باب طريق العلم إلى الجهل وارتكاب ما لا حقيقة له، واعتقاد ما لا دليل عليه. وهذا موقف إذا وقفه المدعي سقطت٢ كُلْفَة الاشتغال به٢، والاحتجاج عليه، ولا قوة إلا بالله. وقد قالوا: مَأْلوق، ومُؤْلَق، ومُؤَوْلَق، فمألوق: مفعول، ومؤلق: مفعل، ومؤولق: مفوعل. وقال أبو علي: سأل مروان بن سعيد المهلبي الكسائي في حلقة يونس عن أوْلَق؟ فقال الكسائي: أفْعَل، فقال له مروان: استحييت لك يا شيخ. واستدل أبو إسحاق الزجاج على أنه لا يجوز أن يكون أَفْعل٣ ولا فَوْعلا من وَلَق يَلِق، إذا أسرع بقولهم٤: مألوق، كما ذهبت إليه. واستدل أبو عثمان على أن إِمّعة فِعّلة بأنه٥ ليس في الكلام إِفْعَلة صفة، وهذا هو استدلال سيبويه، وهو صحيح. وفيه قول آخر، وهو أنه لو كانت الهمزة في إمعة زائدة لوجب أن تكون الميم الأولى فاء والأخرى عينًا، فكانت الفاء والعين -تكونان على هذا التأويل- من موضع واحد، وهذا لا يؤخذ به لقلته.

١ موجبا بالنصب في النسخ الثلاث. ٢، ٢ ظ، ش: الكلفة به. ٣ ظ، ش: أفعلا. ٤ ظ، ش: لقولهم. ٥ ظ، ش: بقوله.

1 / 116