114

Мунсиф для Сарика

المنصف للسارق والمسروق منه

Исследователь

عمر خليفة بن ادريس

Издатель

جامعة قار يونس

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٩٩٤ م

Место издания

بنغازي

فالجواب الأول قد عرفتك أنه بقول المنجمين المخرجي الضمير أشبه منه بقول المفسرين، وأما قوله، أراد استواء القافية ونوى التقديم والتأخير فإن إرادة القافية باستواء المعنى أن يساغ وصار قياسًا وقع في الشعر من التخليط ما تفسر به معانيه ويستولي على كثير من قوافيه. وأمّا قوله إن هذا محمول على قول الله ﷿:) من بعد وصية يوصي بها أو دين (فليس بحجة وإن كان الدين قبل الوصية لأن الدّين والوصية ليسا ممّا كنّا فيه من الأعلى إلى الدون، إذ ليس بين الدين والوصية تفاضل من العلوّ إلى الدّنوّ، ولولا أن الشريعة دلت على تقديم الوصيّة لما عرفنا الأعلى منهما من الأدنى وأنواع الطيب متفاضلة، فإذا شبه أبو تمام بالأفضل غني عن الأرذل وقول أبي الطيب:) شمس ضحاها (. لا يوجب قوله:) هلال ليلتها (وكان أشبه أن يقول) بدر ليلتها (وكذلك قوله:) درّ تقاصيرها، زبرجدها (التقصار: القلادة القصيرة، ولم يعتمد في هذا البيت على الطول والقصر فيها وإنما مراده أنك في قومك كالدّر نفاسة، وقوله:) درّها يغنيه عن زبرجدها (لأنه أنتقل من الأفضل إلى الأرذل، وقد قال إبراهيم بن العباس للصولي: ما كنت فِيهنّ إلاّ كُنْتَ واسطةً ... وَكُنّ دُونكَ أولاها وأخراها فالواسطة من القلادة أنفس ما يليها من جملتها فقد اكتفى بهذا الوصف

1 / 214