Спаситель: чтение сердца Платона (с полным текстом Седьмого письма)
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
Жанры
34 (336د)، مؤثرا عليها حياة البدع الصقلية التي سار عليها قتلة ديون، ولا تنتظروا من مثله أنا يحقق عملا نافعا أو يخلص في شيء. فإذا تصديتم لإعادة تعمير صقلية كلها ووضع تشريع عادل «يكفل الحقوق المتساوية للجميع»، فعليكم أن تستدعوا لهذا الغرض رجالا من صقلية نفسها ومن «شبه جزيرة» البيلوبينيز كلها، بل لا تخشوا أن تلجئوا في ذلك لأثينا نفسها، فستجدون هناك رجالا ممتازين «يفوقون مواطنيهم همة ونشاطا»، ويستبشعون أعمال العنف التي تدفع البعض إلى قتل الصديق.
35
ولكن إذا كنتم ستنظرون في تنفيذ هذه الخطط في المستقبل، وكنتم تضيقون في الوقت الحاضر بتلك الصراعات المستمرة المتنوعة التي تنشب عادة في فترات الثورة كل يوم، ووجدتم من العقل أن يدرك بوضوح أن فظائع الحرب الأهلية لن تنتهي
36 (336ه) حتى يكف المنتصرون عن رد الظلم الذي حاق بهم من قبل بنفي خصومهم واغتيالهم، ويتخلوا عن فكرة الانتقام من أعدائهم «وشفاء أحقادهم القديمة عليهم»، ويلتزموا بدلا من ذلك بضبط النفس، ووضع نظام من القوانين يكفل الخير للجميع ولا يضيف إلى مصلحتهم الشخصية مقدار شعرة واحدة أكثر من الفريق المهزوم، وأن يحملوا خصومهم السابقين على طاعة القوانين «واحترامها» بوسيلتين (لا ثالث لهما) وهما الحياء والخوف؛ أما الخوف فلأنهم قد أثبتوا أنهم يفوقونهم قوة، وأما الحياء فلأنهم أقدر على ضبط أنفسهم «والتحكم في انفعالاتهم»، كما أنهم أقدر من غيرهم وأكثر استعدادا للخضوع للقانون. هذه هي الوسيلة الوحيدة التي لا يتسنى بغيرها أن تهدأ مدينة (أو دولة) مزقتها الحرب الأهلية،
37 (337أ)، «وإذا لم تلجأ إلى هذه الوسيلة» فستظل عرضة للتمرد والعداوات الشخصية والحقد والخيانة. وهكذا يتحتم على أولئك الذين استولوا على السلطة، إن أرادوا تحقيق الأمن «والإصلاح»، أن يتبادلوا المشورة فيما بينهم وينتخبوا رجالا يعلمون عنهم أنهم أفضل الرجال بين الإغريق، ويتوخوا فيهم قبل كل شيء أن يكونوا متقدمين في العمر، وتكون لكل منهم زوجة وأطفال، وأسلاف ماجدون مشهورون بقدر الإمكان، وثروة كافية معقولة - وفي مدينة يبلغ تعداد سكانها عشرة آلاف يكفي أن يكون عددهم خمسين رجلا - وعليهم أن يتوسلوا إليهم ويغروهم بأسمى آيات التكريم حتى يتركوا بيوتهم، فإذا حضروا تضرعوا إليهم أن يضعوا القوانين، وذلك بعد أن يأخذوا عليهم العهد «والقسم» بألا يحابوا فيها منتصرا ولا مهزوما، وأن يلتزموا فيها بالمصلحة العامة للمدينة كلها. فإذا وضعت القوانين فسوف يتوقف رخاء «المدينة» على استعداد الفريق المنتصر للخضوع للقانون أكثر من الفريق المنهزم، وعندئذ يتحقق الإنقاذ والهناء، ويتم الخلاص من كل شقاء،
38
أما إذا حدث عكس ذلك فلا يلجأ أحد إلي أو إلى غيري لمساعدة أولئك الذين لم يلتزموا بالمبادئ التي أوصيت بها؛ إذ إنها هي نفس المبادئ التي حاولنا، ديون وأنا، تحقيقها معا، مدفوعين بالحب لأهل «سيراقوزة». لقد كانت هذه هي محاولتنا الثانية. أما الأولى فكانت تلك التي قمنا بها مع ديونيزيوس وأملنا من ورائها توفير السعادة للجميع. غير أن قدرا يفوق قدرة البشر حال دون نجاح خطتنا. وعليكم الآن أن تبذلوا ما في وسعكم لعل المزيد من التوفيق أن يكون حليفكم، وأن تحظوا بعون من الله وتأييد من القدر (337ه).
زيارة أفلاطون الثانية لديونيزيوس الثاني
وبهذا أختم النصيحة التي أردت أن أوجهها إليكم، كما أختم قصة زيارتي الأولى لديونيزيوس. أما عن رحلتي الثانية فيستطيع كل من يهمه الأمر أن يرى «مما سأرويه الآن أنها تمت بصورة طبيعية ومعقولة، وأنني قمت بها مدفوعا بدوافع مثالية» (338أ).
1
Неизвестная страница