إنها الجهالة، فيذهب إلى محل الذهب فيصبح الدينار أربعة آلاف، وإلى الملابس خمسة، ومن هنا وهناك، حتى يتراكم على العريس أكوام من الدين، فيشعر أنه مرغم على كل هذا لفرحه بإتمام هذا العرس، فإذا ما تم عرسه وأخذ يقضي دينه، تذكر أن سبب مشاكله ومصائبه وتراكم ديونه أهل زوجته، فتسوء الحياة بينهم، مما قد ينعكس سلبا على الحياة الزوجية.
ولو استطلعتَ آراء الناس تجد أن منهم من لا يقيمون العلاقات الطيبة مع أهالي زوجاتهم، وأكثر سوء العلاقات يكون قد نشب بينهم في فترة الإعداد للزواج، وكثرة طلبات الزوجة، وأكثر من ذلك أمها وأحيانا خالتها وعمتها.
وصحيح أن الإسلام لم يحدد مهرا معينا للمرأة، ولكنه حث على التيسير في أمور الزواج ورغب في ذلك أشد الترغيب.
فقال ﵊: «خير النكاح أيسره» رواه أبو داود: ٢١١٧، وصححه الألباني.
وقال أيضا فيما روي عنه ﵊: «إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُؤْنَةً» رواه أحمد: ٢٤٣٧٥. وضعفه الشوكاني (١).
بل جاء الترغيب في أكثر من ذلك تسهيلا لأمر الزواج، حتى زوج النبي ﷺ امرأة لرجل بما معه من القرآن:
فعن سهل بن سعد الساعدي ﵁، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله أهب لك نفسي، فنظر إليها رسول ﷺ، فصعد النظر فيها
_________
(١) نيل الأوطار: ٦/ ١٩٧
1 / 42