ثم طالعت ما قاله الكولونيل ديلالند - مخترع قنبلة الدفاع ضد الدبابات، بعدما شهد عرض عيد الجلاء: «إن قوة النيران في القطع التي مرت أمامي تلفت النظر وتستأثر به. إنها لقوة عظيمة لم يجهز جيش جنوده بمثلها، وهي تضاعف عدده إن لم تثلثه وتربعه.»
وقرأت ما أذاعه المستر والتر كولنز - مدير وكالة برقيات يونايتد بريس: الجيش اللبناني صغير، ولكن معنوياته كبيرة.
فتذكرت ما قاله نابليون: «أعطني جيشا قوي المعنويات؛ أكتسح به الدنيا.»
وإذا شك الأستاذ شمعون النائب بقول الصحفي الأمريكي، والقائد العظيم الفرنسي، فما إخاله يشك بقول أكبر كاتب عسكري بريطاني معاصر؛ الكابتن ليدل هارت.
لا شك في أن الأستاذ قد عرفه حين مكث بلندن ثلاث سنوات ممثلا لبنان.
قال هذا الكاتب - بعدما استعرض جيوش الشرق الأوسط بمناسبة ما تتمخض به الأيام من الأحداث الخطيرة: «إن على الجيش اللبناني المؤلف من خمسة آلاف جندي أن يحمي حدودا طولها مئتا كيلو متر ونيف، إلا أنه ربما لا يمكن الاعتماد عليه في مقاومة طويلة النفس.»
أفلا يكفي خمسة آلاف نفر فخرا أن يقاوموا قوات كالجراد الزحاف مقاومة قصيرة النفس؟
إننا لم ننس بعد قول الجنود الأستراليين عام 1941م: كنا نظن أن المقاومين جنود ألمان، ولم نحسب قط أنهم جنود لبنانيون.
أما كان الأجدر بالنائب الأستاذ شمعون أن يشجع ولا يفزع؟
ولماذا لا يستحق الجيش ثناءه بعد الانتخابات كما استحقه قبلها؟
Неизвестная страница