أقين شعرا، وعندي معمل الكذب
فهل يتعظ أصحابنا في هذا الزمان، الذي ضاع فيه النصح، بما قرءوا ويقرءون لزعيم أدباء العرب؟
إنهم لن يفوزوا بشيء مما فاز به، وما جائزتهم غير ابتسامة تنضح استهزاء وسخرا، وإن لم يصبهم في الحضرة ما أصاب البحتري حين أنشد الميمية، ففي غيبتهم يحرمون ذلك، فليستحوا من الناس.
كان لي أستاذ كنت أعد نفسي سعيدا يوم أقبل يده.
لم يكن في أستاذي من عيب إلا أنه يريد أن يقول شعرا، فسيم المطران بصبوص أسقفا، وعرج على مدرسة الحكمة في طريقه إلى بتدين كرسي أبرشيته، فأنشده أستاذي الكبير سعيد الشرتوني قصيدة من روائعه، فلاطفه صاحب السيادة وأعطاه ليمونة، فقال في ذلك قرنه الأدبي المعلم عبد الله البستاني:
عهدي بشعرك للألباب تفكهة
به اللذاذة لا تنفك مقرونة
فكيف قد بعته غبنا بفاكهة
هل باع غيرك أشعارا بليمونة؟
إن أصحابنا اليوم يبيعونه «بصفقات »، ولكنها خاسرة، وقليلا ما يذوقون الليمون في هذا الغلاء.
Неизвестная страница