هكذا وقعت مسألتك اللطيفة التي كلفت نفسك عناء إرسالها إلى عين كفاع. قد تعجبت مثلك من ظهور اسمي بين أسماء إخوان القلم المستقل وأنا في عين كفاع، حتى ظننت أنني صرت قديسا من حيث لا أدري، أفعل العجائب عفوا؛ فأكون في عين كفاع وبيروت في وقت معا، كما ظهر القديس أنطونيوس البادواني في بادو وباريس في وقت واحد.
لقد صح في مع أهل القلم والقلم المستقل قول أبي تمام:
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة
فأنا يا «أعز أصدقائي» ما أنتسب - ولا أنتسب أبدا - إلى جمعية أدبية. قد أكون من المجندين، ولكني ما كنت قط من المنتسبين، ولا أكون.
ولكي أريك ضعف إيماني بالأدباء واتحادهم؛ أنشر لك كلمة كتبتها جوابا عن نداء أذاعه الأستاذ ميشال أسمر، صاحب الندوة اللبنانية. ويعود تاريخ هذه الكلمة إلى ثلاث سنوات 7 / 2 / 1952م؛ أي قبل تأسيس جمعية أهل القلم ، وهاك أكثرها:
سمعتك تنادي رجال القلم ، فتذكرت رسالة عبد الحميد بن يحيي إلى الكتاب، ولعل تلك الرسالة قد كانت أول دعوة إلى ما نسميه اليوم «نقابة».
لم تقصر يا أخي عن عبد الحميد في تقويم الكاتب وتقديره، فعبد الحميد قال لهم في ذلك الزمان: «فموقعكم من الملوك موقع أسماعهم التي بها يسمعون، وأبصارهم التي بها يبصرون، وأيديهم التي بها يبطشون.»
وأنت يا أخي استعرت كلمة الإنجيل، وما أحلاها! فقلت لهم مرة واحدة: أنتم ملح الأرض.
كبرت كلمة خرجت من فمك.
أجل، إنهم ملح الأرض، ولكن خبزهم - ويا للأسف - بلا ملح يأكله الناس، ثم ينسون مطعمه بعد القيام عن السفرة.
Неизвестная страница