127

Общение с руинами и беседы с воображением

منادمة الأطلال ومسامرة الخيال

Редактор

زهير الشاويش

Издатель

المكتب الإسلامي

Номер издания

ط٢

Год публикации

١٩٨٥م

Место издания

بيروت

وَأسد الدّين هَذَا كَانَ عَمَّا للسُّلْطَان صَلَاح الدّين واستوزره السُّلْطَان نور الدّين مَحْمُود ابْن زنكي على مصر ولقبه بِالْملكِ الْمَنْصُور أَمِير الجيوش وَأرْسل إِلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ العاضد منشور الوزارة وَهُوَ الَّذِي استخدم القَاضِي الْفَاضِل فِي الْكِتَابَة وهنأه الْعِمَاد الْكَاتِب بقصيدة طَوِيلَة أَولهَا
(بالجد أدْركْت مَا أدْركْت لَا اللّعب ... كم رَاحَة جنيت من دوحة التَّعَب)
وَهِي طَوِيلَة رَوَاهَا صَاحب الروضتين وَتُوفِّي أَسد الدّين فَجْأَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَت وزارته شَهْرَيْن وَخَمْسَة أَيَّام وفوض الْأَمر بعده فِي مصر إِلَى ابْن أَخِيه صَلَاح الدّين
الْمدرسَة العذراوية
كَانَت بحارة الغرباء دَاخل بَاب النَّصْر وفيهَا بَاب ينفذ إِلَيْهَا وَهِي وقف على الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة كَذَا فِي تحفة الطَّالِب
أَقُول هَذِه الْمدرسَة هِيَ بِالْقربِ من القجماسية غربي حمام السِّت عذرا فِي أَوَائِل الزقاق الْمُسَمّى بزقاق المبلط وَقد صَارَت الْآن دَارا وَلم يبْق من آثرها سوى قبر الواقفة وَمحل قبرها اسْتعْمل زَاوِيَة يجمع بهَا سكان الدَّار النِّسَاء فِي أَيَّام مَعْلُومَة ويضربون هُنَاكَ الطبول والمزاهر ويزعمون أَنَّهَا طَريقَة الْمحيا وللقبر شباك ينفذ إِلَى حمام السِّت عذرا وَلَوْلَا وجود الْقَبْر لما علمنَا مَكَانهَا وَلَا اتَّضَح لنا آثرها
تَرْجَمَة الواقفة
هِيَ السِّت عذراء بنت السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف توفيت سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ودفنت فِي مدرستها وَكَانَت تحب الْخَيْر وتدأب على فعله وَلأَهل دمشق اعْتِقَاد كَبِير حسب عَادَتهم فِي الْقُبُور وتعظيمها وَنسبَة الْولَايَة لأصحابها وَأول من درس بمدرستها الْفَخر بن عَسَاكِر ثمَّ بعده ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ مدرسا ثمَّ تقلبت بهَا الْأَحْوَال إِلَى أَن صَارَت دَارا
وَقيل أَن السِّت عذراء هِيَ بنت الْأَمِير نور الدولة شاهنشاه بن نجم الدّين أخي السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَالْأول اصح وَالله اعْلَم

1 / 128