Короли таиф и взгляды на историю ислама
ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام
Жанры
وهكذا لم تهدأ هذه الفئة المناوئة للإسلام ولم تثلج صدورهم إلا بعد أن تمت لهم الغلبة على أنصار هذا الدين وظفروا بتقويض معالمه وإذلال أهل المدينتين المقدستين وتحويل مسجد المدينة إصطبلا لخيلهم وإحراق الكعبة، وتحقير سلالة المجاهدين الأولين الذين عز بهم الإسلام وانتصر. •••
وقد عرفت تلك الأقلية العربية - التي اضطرت إلى الإسلام اضطرارا وأكرهت على الدخول في هذا الدين إكراها - كيف تثأر لنفسها حين سنحت لها فرصة الانتقام فتقاضتهم ثمن الفوز مضاعفا وشفت به غلة صدورها المكلومة.
أنصار الرجعية
ولم يكن عهد الأمويين إلا عهدا تتمثل فيه الرجعية والانتصار للوثنية، وكان خلفاء بني أمية أنفسهم - إلا القليل النادر منهم - لا يعنون بنصرة هذا الدين ولا يخلصون له، وقد تجاوز الوليد الثاني - وهو أحد هؤلاء الخلفاء - كل حد في الإزراء بهذا الدين، وطوح به استهتاره إلى أبعد مدى، فاعتاض عن صلاة الجماعة بصلات جواريه، ومغازلة سراريه، ولم يحجم عن تخريق كتاب الله بالنشاب
5
ولم يكن راضيا عن إسلام الشعوب الجديدة التي دخلت في هذا الدين أفواجا من سوريين وأقباط وفرس وبربر شمال إفريقية؛ لأنه كان يرى في ذلك شرا مستطيرا على خزانة الدولة، فقد كان القانون يفرض الضرائب على غير المسلمين الذين يعيشون في ظل الحكم الإسلامي، فإذا أسلموا سقطت عنهم الجزية وأعفوا من أداء تلك الضريبة التي فرضها عليهم القانون.
وقد ساعد ذلك على انتشار الإسلام، وشجع الناس على الدخول في هذا الدين، وتغلبت المصلحة على العقيدة ودان بالإسلام ملايين من الناس الذين آثروا المال على كل شيء.
والحق أن انتشار الإسلام بين هذه الجماهير والشعوب قد أرهق بيت المال، فقل الإيراد حتى اضطر الخليفة إلى مضاعفة الجزية تقريبا، فقد كان الخراج في مصر في عهد الخليفة عثمان أكثر من نصف ما وصل إليه بعد زمن قليل في خلافة معاوية وكان السبب في ذلك أن جمهرة كبيرة من الأقباط دخلوا في الإسلام، وكان فريق منهم يتظاهر بالإسلام من غير أن يعتقده، وفريق آخر ارتضاه دينا له هربا من دفع الجزية المفروضة عليه، وثمة رأى الخلفاء ألا يعفوهم من تلك الضريبة متعللين بأنهم لم يدخلوا حظيرة هذا الدين إلا طمعا في إعفائهم منها، وأنهم لا يقومون بتنفيذ أحكام الدين والأخذ بتعاليمه.
عمر بن عبد العزيز
ولم يشذ من بين هؤلاء الخلفاء إلا الخليفة عمر الثاني - عمر بن عبد العزيز - ذلك المسلم الورع التقي الذي آثر نصرة الإسلام على كل شيء، والذي احتقر المال، وزهد فيه كل الزهد، بعد أن امتلأ قلبه بالإيمان، فأصبح لا يهمه إلا أن ينتشر الإسلام ويدين به كل إنسان.
Неизвестная страница